دشنت صاحبة السمو الملكي الأميرة علياء بنت عبدالله بن عبدالعزيز رئيسة برامج خدمة المجتمع في جمعية الأطفال المعوقين يوم الأربعاء 10 صفر 1428 ، الحملة الوطنية الأولى للتوعية بسرطان الأطفال، تحت شعار (نحن معكم)
والتي نظمتها وزارة الصحة بالتعاون مع مجموعة روش العالمية للأدوية ومجموعة سانوفي أفانتس في قاعة أبو داود في الغرفة التجارية الصناعية في جدة بحضور أكثر من 250 متخصصاً وخبيراً وباحثاً من الأطباء والطبيبات.
وأكدت الأميرة علياء بنت عبدالله بن عبدالعزيز على أهمية تنظيم مثل هذه الحملات التي تعمل على تثقيف كل شرائح المجتمع بالأمراض المستعصية والوقاية منها، وقالت الأميرة علياء إن التوعية والتثقيف في المجال الصحي يعد في قمة الأولويات من أجل مجتمعات خالية من الأمراض تتمتع بالصحة وتعمل من أجل البناء والتطوير والمساهمة في الرقي بمنجزات الوطن.
ولفتت الأميرة علياء إلى أن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يدركها إلا المرضى، ومن هنا كان لابد من تنظيم مثل هذه الحملات الوطنية التي تسهم في الارتقاء بالوعي الصحي من خلال عقد المنتديات والندوات والمحاضرات التي تعمل على توضيح الرؤية وتحقيق مفهوم الصحة للجميع.
وأشارت إلى أن الحملة الوطنية للتوعية بسرطان الأطفال تأتي في وقت تتزايد فيه نسب الإصابة بهذا المرض في المجتمعات العربية والخليجية، والمملكة جزء من هذه المجتمعات، ولابد من اتخاذ كل الاحتياطات والاحترازات الوقائية لمواجهة المرض والقضاء عليه ومحاربته من خلال تكاتف الجهود المجتمعية والإنسانية والوقوف مع المرضى ودعمهم وتوفير الرعاية لهم.
ونوّهت الأميرة علياء بنت عبدالله بالدور البناء والفاعل الذي تقوم به وزارة الصحة في إطلاق الحملات الوطنية التثقيفية التي تحقق نتائج إيجابية وتعمل على وجود آلية للقضاء على الأمراض من خلال مبدأ الوقاية خير من العلاج.
من جهتها نوهت مديرة مركز الأورام في مستشفى الملك عبدالعزيز للأورام ورئيسة اللجنة المنظمة الدكتورة حسنة الغامدي إلى أن الحملة الوطنية لسرطان الأطفال التي تنظمها وزارة الصحة تهدف إلى توعية المجتمع وتثقيفه بخطورة إصابة الأطفال بهذه الأمراض والدعوة إلى اتخاذ كل الاحتياطات من أجل الوقاية منه، وحذرت من ارتفاع نسبة إصابة الأطفال بالسرطان، مشيرة إلى أن مركز الأورام في مستشفى الملك عبدالعزيز بجدة استقبل خلال العام الماضي 628 حالة.
ولفتت الدكتورة حسنة الغامدي إلى أن مرض السرطان من الأمراض النادرة لدى الأطفال وتختلف نسبة الإصابة به من بلد إلى آخر إلا أن المتوسط يقدر بنحو 125 طفلاً من كل مليون طفل، ورغم أن هذه النسبة قليلة جداً إلا أن السرطان يعتبر السبب الثاني في وفيات الأطفال بعد الحوادث؛ حيث يسبب ما نسبته 10 في المائة من الوفيات عند الأطفال.
وأشارت إلى أن سرطان الدم لوكيميا يعتبر أكثر أنواع السرطان انتشاراً لدى الأطفال، وأوضحت أن سرطان الدم والأورام ينقسم إلى أربعة أقسام: الأول سرطان الدم الليمفاوي الحاد ويشكل نحو 80 في المائة من حالات سرطان الدم لدى الأطفال، وسرطان الدم غير الليمفاوي المزمن ويشكل 3 في المائة من مجموع الحالات لدى الأطفال، وهو أكثر انتشاراً لدى الكبار، وسرطان الدم الليمفاوي المزمن وهو نادر جداً ولا تتعدى نسبته 1 في المائة وهو منتشر أيضاً بين الكبار.
وأكدت الدكتورة حسنة الغامدي أن الكثير من الدراسات والأبحاث التي أجريت لم تصل حتى الآن إلى معرفة أسباب حدوث سرطان الدم ولا تزال الأسباب غير معروفة، ولكن هناك عوامل ترتبط بنسب متفاوتة بحدوث سرطان الدم، منها نوعية الجنس؛ حيث لوحظ أن نسبة حدوث المرض عند الذكور أكثر من الأناث بنسبة 30 في المائة، وكذلك العمر؛ حيث تزداد نسبة الإصابة عند الأطفال بين السنة الثانية والخامسة من العمر إلى جانب تعرض الجنين للأشعة أثناء الحمل حيث ترتفع نسبة احتمالات الإصابة لدى الأجنة الذين تعرضوا للأشعة أثناء الحمل.
وأفادت بأن الأطفال الذين تعرضوا لجرعة إشعاعية كبيرة معرضون للإصابة، إضافة إلى التعرض للمواد الكيميائية مثل مادة البنزين وبعض الأدوية الكيميائية ونقص المناعة حيث إن هناك علاقة بين سرطان الدم وأمراض نقص المناعة سواء الوراثي أو المكتسب.
وشددت رئيسة قسم الأورام على أن العوامل الوراثية تعد من أهم الأسباب حيث تزداد نسبة إصابة الطفل بالمرض في حالة إصابة شقيقه إلى أربعة أضعاف، أما في حالة إصابة أحد التوائم بالمرض فإن احتمال إصابة شقيقه التؤم بالمرض يصل إلى 25 في المائة.
وقالت إن من أبرز العوامل أيضاً العوامل الجينية؛ حيث تزيد نسبة حدوث المرض في كثير من الأمراض الجينية؛ فمثلاً عند الأطفال المنغوليين تتضاعف نسبة الإصابة إلى 20 ضعفاً إلى جانب الالتهابات ومنها الفيروسي، والتعرض للمجال الكهرومغناطيسي وتدخين الأم أثناء الحمل أو تعاطيها للمشروبات الكحولية وغيرها. وأشارت إلى أن من أبرز أعراض سرطان الدم ارتفاع الحرارة والخمول والضعف العام وقلة الشهية ونقص الوزن.
المصدر: