الثلاثاء, آذار/مارس 19, 2024

التوعية والوقاية

تحمل الجمعية رسالة طبية تهدف إلى الإسهام في رفع مستوى الخدمات الطبية الوقائية المقدمة للمرضى , وتوفير الاحتياجات الأساسية الممكنة لهم . وسَعَتِ الجمعية إلى تثقيف المجتمع وتوعيته بالمرض والحد من مسببات  انتشاره . ولتحقيق هذه الأغراض أوجدت الخدمات التالية :

أولاً / مراكز الكشف المبكر :

انطلاقًا من حرص الجمعية على تقديم الخدمات الأفضل , لمست الحاجة إلى وجود مراكز متخصصة في الكشف المبكر عن المرض في أطواره المبكرة ؛ لكي يتسنى للمريض أن يتلقى العلاج المناسب في هذه المرحلة مما يزيد في نسبة شفائه بإذن الله . ومن هذا الجانب قامت الجمعية بإنشاء هذه المراكز المتخصصة التي تكفل بها أصحاب الخير في هذا البلد المعطاء وهي : مركز عبداللطيف للكشف المبكر بالرياض , ومركز طيبة للكشف المبكر بالمدينة المنورة . ولأن بلادنا مترامية الأطراف فقد رأت الجمعية أن تنشئ مركزًا متنقلاً ؛ ليجوب جميع أرجاء الوطن ؛ تعميمًا للفائدة ، وإزالة للفوارق الجغرافية والاجتماعية .

ولم تغفل الجمعية الجانب الطبي , حيث تم تأثيث الأركان بأثاث طبي غير ناقل للعدوى , و تم اختيار الألوان والتصميمات بحيث تساعد المرضى على الخروج من جو المستشفى .

ولا يقتصر دور الأركان على الجانب الترفيهي فقط , بل تسهم في التخفيف على المريض عناء الذهاب إلى مقر الجمعية , وذلك بإنشاء أركان لها داخل مراكز الأورام , يعمل فيها موظفو الجمعية لتقديم الخدمات الاجتماعية والنفسية في بيئةٍ تساعد المريض على الترفيه والتسلية بعيدًا عن أجواء المرض.

ثانياً / الرأي الطبي الآخر :

ينتاب المريض -أو  من يتابع حالته من ذويه -شيءٌ من القلق في الإقدام على اتخاذ قرارهم بالنسبة للعلاج الذي يُقِرُّه المستشفى , وتنشأ لديهم الحيرة مِمَّا يسمعون من أدوية عشبية , أو علاج خارج المملكة , أو تردد في اتخاذ قرار بدء البرنامج العلاجي , ويذهب بهم التفكير إلى التساؤل أي ذلك أنفع له ؟ من هنا تَـنَـبَّـهَتِ الجمعية إلى ضرورة تقديم أكثر من رأي طبي ؛ لأهميته في تخفيف آلام المرض النفسية على المريض أو ذويه . وشَرَعَتِ الجمعية في تقديم خدمات الرأي الطبي الآخر بإشراف نخبة من الأخصائيين ؛ لتبدد بذلك شكوك المريض وذويه من اتخاذهم للقرار الصحيح . 

ثالثاً / الأجهزة الطبية والأدوية :

يقف المريض -أحيانًا -عاجزًا في مواجهة شُحِّ الدواء ، أو ارتفاع سعر الخدمات الطبية , فيتضاءل في نفسه نور الأمل بالشفاء . ومن هنا تسارع الجمعية إلى سَـدِّ هذه الثغرة , فتبادر إلى توفير الأدوية التي يحتاجها المريض . وتتطلب حاجة بعض المرضى وجود أجهزة دائمة يتلقون العلاج من خلالها في منازلهم , أو تعوِّضهم عن فقدان أو ضعف بعض حواسهم , فتبادر الجمعية إلى توفير هذه الأجهزة , إسهامًا منها في تلقي المريض علاجَه على أكمل وجه .

رابعاً / الدراسات والبحوث الطبية :

يعمل العالم من حولنا جاهدًا على الوصول إلى علاج لأمراض السرطان , وقد وضعت بعض الدول الدراسات والبحوث الطبية في السرطان ضمن مخططاتها التنموية ؛ لتنال نصيبًا من الميزانية العامة ، وحتى لا تثقل كاهل الميزانية الخاصة , وبهذا تتوالى الدراسات المتنوعة , والبحوث الطبية المتعددة , في سبيل الوصول إلى تحقيق هذا الهدف المتمثل في الانتصار على مرض السرطان .  وترى الجمعية أنها إحدى المؤسسات المعنية بهذا المرض , نظرًا للدور الفاعل الذي تقوم به تجاه المريض .

ومن هنا فإن الجمعية تتعاون مع الهيئات والمؤسسات العلمية في الخبرات والمعارف حول المرض , وتنشر نتائج البحوث العلمية في هذا المجال , وتتعاون مع الجامعات السعودية في الكراسي  العلمية الخاصة بأمراض السرطان .

خامساً / التثقيف الصحي :

تَعُدُّ الجمعيةُ السعودية الخيرية لمكافحة السرطان الإنسانَ رأسمال بشري لمجتمعه ، بل ثروة بشرية كاملة. والمجتمع المتقدم هو ذلك المجتمع الذي يضع صحة الإنسان من أولى أولوياته ؛ إذ لا تنمية بدون الإنسان ، فهو غاية ووسيلة.

وانطلاقًا من السمة الإسلامية التي تلازم المجتمع السعودي فإنه يعرف جيدًا واجباته وحقوقه .

ولعل أهم حق له هو التوعية الصحية التي يحتاجها بمفرده وداخل أسرته ولبناء مجتمعه .ولـمَّا كانت الجمعية متخصصة في مكافحة السرطان فقد كانت الثقافة الصحية وسيلتها الأولى والتي تهدف إلى التوعية بضرورة الكشف المبكر عن السرطان , وأصدرت ولا زالت تصدر منتجات إعلامية متنوعة لهذا الغرض .

سادساً / مكافحة أسباب السرطان والممارسات الطبية الخاطئة :

لا سبيل إلى القضاء على عِلَّةٍ حتى يُقضَى على أسبابها ؛ وانطلاقًا من هذا المبدأ فإن الجمعية تخصص جزءًا من نشاطها لمكافحة الأسباب المؤدية إلى المرض ذاته , من خلال إجراء دراسات علمية لمعرفة مسببات المرض , ومن ثم إطْلاع المجتمع عليها وتوعيته بها .

ولم تغفل الجمعية دورها في توعية المجتمع بخطر مدعي علاج أمراض السرطان , الذين لا يمتلكون مؤهلات علمية تشفع لهم ,  فيستغلون جهل بعض أفراد المجتمع , وظروفهم المرضية , وحاجتهم إلى العلاج , فيضللونهم بممارسات خاطئة قد تؤدي إلى الوفاة .