العلاج الكيماوي يسبب تآكل العظام
وجد باحثون من خلال تجاربهم المخبرية أن علاجا شائعا يستخدم لتقليل الآثار الجانبية للتسمم بعد الخضوع للعلاج الكيماوي يؤدي إلى تآكل العظام ويساعد على نمو الأورام داخل العظام، ولذلك نصح باحثون من كلية الطب بجامعة واشنطن في "ساينت لويس" بالانتباه لصحة العظام أثناء معالجة السرطان.
وهذا العلاج هو عامل نمو يعرف بـ "عامل تحفيز مستعمرات الجراثيم المحببة" أو جي - سي إس إف "G-CSF"، ويعمل على استرداد عافية التعداد الدموي بعد خضوع مرضى السرطان للعلاج الكيماوي الذي يتسبب في تدمير كريات الدم البيضاء، وبالتالي يعرض المرضى لخطر الإصابة بالالتهابات.
وتقول رئيسة البحث الأستاذة المساعدة في الطب وعلم الخلايا الدكتورة كاثرين ويلبيكر إن عامل النمو هذا، كغيره من العلاجات التي تقلل من كثافة العظام وتؤدي إلى انحلالها، يشجع على نمو الأورام في داخل العظام، ولكن بإمكان الأطباء أن يمنعوا حدوث ذلك من خلال مراقبة صحة العظام باستخدامهم جهاز التصوير المستخدم لبيان كثافتها وبالتالي وصف العلاجات التي تمنع تآكل العظام عند الحاجة، كما يتوجب على المرضى أخذ كفايتهم من الكالسيوم وفيتامين "د" بالإضافة للحصول على ما يكفي من التمارين الرياضية التي تساعد في الحفاظ على عظام قوية.
وفي الدراسة، والتي ستنشر في العدد اللاحق من مجلة (بلود) الطبية، قامت ويلبيكر وزملاؤها بإعطاء فئران جرعة يومية من "عامل النمو" لمدة 8 أيام، وذلك بعد أن حقنوا فيهم خلايا سرطانية، ووجدوا أن الفئران عانت من تآكل العظام وازدياد نمو الأورام في العظام.
ومن الأسماء التجارية لعامل النمو المستخدم "نيوبوجين" و"نيولاستا" و"جرانوسيت"، ومن الملاحظ انتشار استخدامه حديثا حيث إنه يساعد في تسريع نمو خلايا دم متجددة، مما يسمح للمرضى بالخضوع لعدد أكبر من جلسات العلاج الكيماوي المركزة، والتي يتم فيها إعطاء الأدوية المضادة للسرطان على فترات أكثر تقاربا، وبحسب الدراسات السابقة فإن هذه الجلسات المركزة قد تساعد في إطالة مدة بقاء النساء المصابات بسرطان الثدي على قيد الحياة.
وأوضحت ويلبيكر أن هذه الدراسة لا تدعو الأطباء للاستغناء عن استخدام "جي - سي. إس. إف"، حيث إنه أثبت فعاليته لدى العديد من مرضى السرطان، وبالرغم من أن عامل النمو كان له أثر كبير على العظام لدى الفئران، غير أنه في دراسات سابقة أجريت على البشر لم تظهر له أي انعكاسات على عمر المريض أو زيادة كثافة العظام عند استخدامه مع العلاج الكيماوي، بل على العكس، حيث إن استخدامه في جلسات الكيماوي المركزة ساعد على إطالة مدة الشفاء من مرض سرطان الثدي بالمقارنة مع المريضات اللاتي تعالجن بالكيماوي دون عامل النمو. وتقول "ويلبيكر" إنه بالإمكان أن تحصل مريضات سرطان الثدي على نتيجة أفضل إذا انتبه الأطباء لصحة العظام لديهن، حيث إن تقوية الهيكل العظمي لا تساعد على تجنب التهاب المفاصل والكسور فقط، بل قد تزيد أيضا من مدة بقاء المريض على قيد الحياة.
ومما لاحظه الخبراء أن حقن الفئران بمادة "ثنائي الفوسفات" ساعد على مقاومة تأثير عامل النمو في زيادة الأورام في العظام، حيث إنه يعتبر مادة مضادة لالتهاب المفاصل ويمنع من امتصاص المادة التي تتألف منها العظام. وأوضحت "ويلبيكر" أن عامل النمو هذا لا يعتبر المتسبب الوحيد في حدوث تآكل العظام، حيث إن مضادات الهرمون المستخدمة في علاج سرطان الثدي والبروستاتا تساعد أيضا في تقليل كثافة المادة التي تتغذى عليها العظام، ولكن ذلك يحتاج لدراسات أخرى لمعرفة التفاصيل.
المصدر:
-
جريدة الوطن