الجمعية الخيرية لمكافحة السرطان (2-2)
ذكرنا في المقالة السابقة بعض الأسباب التي قد تحتاج إلى أدلة قطعية لثبوت أنها أسباب رئيسية لمرض السرطان والذي أثار جدلاً واسعاً بين الباحثين والأطباء وما نلمسه من المؤتمرات والمنتديات في عصرنا الحاضر والتي تحاول إيجاد سبب تنامي هذا المرض وآخرها مؤتمر (السرطان 2007) الذي انعقد في الخُبر مؤخراً، وقد عزا الأطباء المشاركون في فعاليات المؤتمر الارتفاع في الإصابة بمرض السرطان بسبب تداعيات حرب الخليج الثانية والنشاط الصناعي في المنطقة الشرقية
ومع النشاط الإعلامي المتزايد لا نزال نلاحظ التجاهل الكبير لمرض السرطان، ففي نشرات وإعلانات النعي التي تُنشر في الصحف ووسائل الإعلام وفي خطب الجمعة كيف يتجنب ذكر اسم السرطان كمسبِّب للوفاة ويغلب استخدام بعض العبارات مثل: (بسبب مرض عضال) أو (بعد صراع طويل مع المرض)، وبالإضافة إلى ذلك يُكثر الناس في أحاديثهم العادية ذكر المرض بقولهم (الخبيث)، ويزيد الأمر صعوبة قلة الوعي المطلوب من المجتمع في كيفية التعامل والتعايش مع هذا المرض بصورة دينية وحضارية وعلمية، ونتيجة لما سبق كان لزاماً أن يتم إيجاد جمعية وطنية متخصصة لتقوم بعلاج وتصحيح الكثير من الأمور والمفاهيم المتعلّقة بهذا المرض فكانت الجمعية السعودية الخيرية لمكافحة السرطان والتي تعمل تحت إشراف وزارة الشؤون الاجتماعية فانطلقت وبقوة وعزيمة لتصحيح الكثير من المشاكل والمفاهيم الموجودة.
من أهداف الجمعية كما وردت في الموقع المميز الخاص بها ما يلي:
- تقديم خدمات مساندة لمرضى السرطان.
- المساهمة في دعم برنامج التوعية والوقاية منه.
- دعم وتشجيع البحوث العلمية للوقوف والتعرّف على مسببات المرض.
- دعم برامج الكشف المبكر.
وفي نفس السياق يوجد في الموقع برامج عديدة ندعو القارئ الكريم للدخول إليه للتعرّف إليها إضافة إلى ذلك يوجد أرقام حسابات بنكية لدعم مرضى السرطان سواء أكانت زكاة، أو تبرعات عامة، أو وقف خيري، وكل تلك الجهود تدعونا إلى أن نشكر القائمين على تلك الجمعية، وما سبق يؤكِّد على وجوب بذل المزيد من الجهود من قِبل الجميع كل بحسبه عبر المشاركة المباشرة وغير المباشرة، وفي سبيل تدعيم تلك الجهود نورد بعض الأفكار والمقترحات التي أرى تفعيلها بشكل إيجابي ومنها:
إقامة لقاء سنوي عام يأخذ الطابع الكرنفالي المهرجاني الواسع يكون على شرف أحد كبار مسؤولي الدولة ويتخلّله فعاليات جماهيرية وإعلامية ثرية ويسمى مثلاً (اليوم الإنساني الأول لمرضى السرطان)، والتنسيق مع أصدقاء المرضى.
استهداف شخصيات اجتماعية محبوبة لدى العامة (علماء - رياضيين - فنانين - وجوه المجتمع) ليحملوا رسالة وأهداف الجمعية عبر شعارات بسيطة ومؤثِّرة على الجماهير.
إقامة نشاط رياضي جماهيري كبير برعاية كريمة من أمراء المناطق يشارك بها أفضل الفرق السعودية وليكن بين الهلال والنصر - في منطقة الرياض مثلاً - والاتحاد والأهلي في جدة وهكذا بحيث يكون ريعها لصالح الجمعية.
تنظيم حملة شعارات وإعلانات تلفزيونية مركزة بهدف التأسيس للاسم في ذاكرة المستهدف على أن يراعى في ذلك التنوّع المناطقي (الجغرافي) المدروس في الخطاب والتنفيذ، والدعوة لتأسيس مراكز بحوث متخصصة بمختلف مناطق المملكة برعاية الجمعية.
التعريف بالجمعية في أوساط المؤسسات المالية الأبرز (البنوك، وكبريات الشركات).
إقامة سوق خيري متنقّل بين المدن، وكذلك التنسيق مع وزارة التربية والتعليم، ويكون ريعه لصالح الجمعية.
تخصيص ريال واحد إضافة على قيمة تذكرة الخطوط السعودية أو القطار أو النقل الجماعي بحيث تخصص الحصيلة للجمعية ويمكن إعطاء بطاقات تخفيض للمرضى عند سفرهم (50% تخفيض مثلاً) وهذا يعني أن الأصحاء يتبرعون بريال واحد للمرضى في كل سفرة مما يسهل عليهم السفر والانتقال سواء كان ذلك للعلاج أو غيره وهذا من شكر النعمة.
نظراً لوجود بعض الممارسات الخاطئة من قبل بعض شركات الأغذية والمطاعم والمزارع وغيرها والتي من الممكن أن تسبب المرض فإني أرى ضرورة تخصيص جزء من تلك المخالفات لصالح الجمعية.
ينبغي على الجمعية ألا تتجاهل دور الطب البديل بسبب عدم المنهجية العلمية لا سيما أنه يوجد الكثير من المرضى من عالج بواسطته وحقق فيما يبدو نتائج مذهلة وقناة الحقيقة خير شاهد على ذلك، ولذلك أشدد على أهمية دراسة تلك الأنواع المختلفة من الطب البديل وعدم تهميشها.
ونحن اليوم نطالب (بإجماع) رسمي حول تفعيل دور الجمعية في كافة المستويات والأصعدة، ونطالب أكثر بإجماع شعبي من الناس... وأخيراً لا نريد أن نسأل عن عدد الوفيات التي يجب أن تحل بنا حتى نتعلم كيف نكون أكثر إيجابية في دعم العمل الخيري؟!
عميد الكلية التقنية الزراعية ببريدة
المصدر:
-
جريدة الجزيرة الأحد 06 ربيع الأول 1428 العدد 12596