الأسلوب المعيشي الحديث والعوامل البيئية رفعتا نسبة الإصابة بالسرطانات

لا تملك معظم أنواع السرطان سبباً واحداً لحدوثها، وإنما تنجم عن عملية معقدة وطويلة الأمد، ولا تزال الأسباب الفعلية للعديد من السرطانات مجهولة، وبشكل عام يمكن توزيع أسباب أغلبية أنواع السرطان إلى عوامل داخلية وخارجية، فالعوامل الخارجية هي عبارة عن تأثيرات خارجية في الجسم تشمل أسلوب العيش، والعوامل البيئية وتشمل
استعمال التبغ والغذاء غير السليم والتعرض لأشعة الشمس ومصادر أخرى، وكذلك التعرض لبعض المواد الكيميائية مثل البنزين أو الاسبستوس، كما ينجم بعض السرطان عن التهابات فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) يسهم مثلاً في سرطان عنق الرحم والمهبل والفرج، وكذلك فيروس التهاب الكبد الوبائي (B) و(C) يسهم في حدوث أورام الكبد السرطانية.
أما العوامل الخارجية فتشمل مستويات الهرمونات والتحولات الوراثية الموروثة وحالات المناعة.
ويقدر في الولايات المتحدة بأن حوالي 50 - 75٪ من كل حالات السرطان ناجمة عن عوامل خارجية، وهي عوامل أسلوب المعيشة بما في ذلك استخدام التبغ وتناول الغذاء غير الصحي المحتوي على عوامل حافظة صناعية، وكذلك السلوك الجنسي الذي قد يؤدي إلى بعض الالتهابات المنقولة جنسياً.
ويطلق على العوامل التي تزيد فرصة تعرض الشخص للسرطان اسم عوامل الخطر والتعرف على عوامل الخطر قد يشير إلى الأسباب المحتملة للسرطان، فالملاحظ أن سرطان الرئة يحدث بنسبة أكبر بين المدخنين والأبحاث حدوث عوامل مسببة للسرطان في دخان السيجارة، لقد تم التعرف إلى العديد من عوامل الخطر المسببة للسرطان رغم أنه لا يعرف تماماً كيف تجعل بعض هذه العوامل الخلايا سرطانية. والملاحظ أن امتلاك عامل خطر واحد أو مجموعة من عوامل الخطر يعني أن الإنسان أكثر عرضة لحدوث السرطان من المعدل، ولكن هذا لا يعني أن الإصابة سوف تحدث حتمياً، فالعديد من الأشخاص الذين يصابون بنوع من السرطان لا يمتلكون أي واحد من عوامل الخطر المعروفة، فيما لا يصاب أشخاص يملكون العديد من عوامل الخطر المعروفة.
في أغلبية حالات السرطان يكون العمر عامل الخطر الأكثر أهمية، فكلما تقدم الإنسان في العمر يصبح أكثر عرضة للسرطان، وتبين الأشخاص الذين تجاوزوا سن 55 عاما يصابون ب80٪ من كل حالات السرطان الجديدة، حيث تؤدي عملية الشيخوخة الطبيعية إلى تغيرات في خلايا الجسم مع الوقت، فيما تنقسم الخلايا قد تحدث مشاكل في تكرار المادة الوراثية، فقد تتوقف بعض الجينات خطأ فيما تتعدل جينات أخرى بطريقة تبدل وظيفتها فيما يسمح لخلايا السرطان بالتكوين، هذا بالإضافة إلى أن وظيفة المناعة تتناقص مع تقدم العمر، ولذلك قد يخسر الأشخاص بعضاً من قدرتهم الطبيعية على محاربة السرطان، ولا ننسى بأنه كلما عاش الإنسان فترة أطول فإنه يتعرض للمواد المسببة للسرطان لفترة أطول من الوقت. ومن عوامل الخطورة يعتبر التاريخ العائلي مهما، فالأشخاص الذين يملكون أقارب مصابين بالسرطان قد يكونون أكثر عرضة للمرض، فالمرأة التي عانت أمها أو أختها مثلاً من سرطان الثدي فهي عرضة مرتين أكثر للمعاناة من هذا المرض، وفي بعض العائلات يكون المرض مرتبطاً بتحول موروث في جينة محددة، لكن العائلات التي تكشف عن مثل هذه التحولات الجينية قليلة، فخطر التعرض للسرطان هو على الأرجح عائلي أو تلقائي وليس موروثاً، والمقصود بكلمة عائلي هو أن شيئاً يحدث بتواتر أكبر في عائلة معينة لكنه ليس النتيجة المباشرة لانتقال جينة واحدة مسببة للسرطان، ويعزى السرطان العائلي إلى تشابهات بيئية أو في أسلوب العيش يتشاركها أفراد العائلة أو إلى تأثيرات وراثية أكثر دقة. ومن عوامل وقلة النشاط الحركي والتعرض للأشعة استعمال الهرمونات بعد سن اليأس والتعرض لبعض المواد الكيميائية والوضع الاجتماعي والاقتصادي وبعض الحالات الصحية والسلوك التناسلي والجنسي.
أ.د.محمد بن حسن عدار
المصدر/ جريدة الرياض













