في الوقت الذي تحظر وزارة الصحة وصحة البيئة بأمانة منطقة الرياض تحضير الوصفات العلاجية من الاعشاب في العطارات نجد ان العديد من محلات العطارة تخالف الانظمة المنصوص عليها وتقوم بترويج العديد من الخلطات المجهولة المكونات والتي قد تتسبب في الاضرار بالمرضى الذين يلجأون الى العطارين بحثاً عن العلاج.
245 عطارة
وتشير الاحصائيات ان في مدينة الرياض لوحدها 245 عطارة تزاول بيع “الخلطات” على زبائنها دون تصريح من الجهات المعنية وذلك مثل تقديم خلطات او مزيج او مستحضرات عشبية للزبائن ومرتادي تلك العطارات.
خلطات مجهولة
واكد عدد من المواطنين لـ«عكاظ» ان تلك العطارات تقدم خلطات مجهولة للمواطنين والمقيمين اثر الاعلانات التي تروجها لجذب الزبائن لاسيما تلك التي تشير الى انها تساعد في تبييض البشرة وزيادة الفحولة وتنعيم الشعر وغيرها من الوصفات التي تعنى بجمال المرأة وغيرها.
واضافوا: الكثير من هذه الخلطات وكما ذكرت التقارير فانها تسبب السرطانات وفي مقدمتها سرطان الجلد.
كما ان بعضها يعطل عمل وظائف الكبد ويؤدي الى العقم والفشل الكلوي لا سيما وان اغلب العاملين بها من العمالة الوافدة الذين لا يعرفون شيئاً عنه الاعشاب الطبية وفوائدها الصحية ناهيك عن نسبة السميات فيها والتي ربما قد تؤدي الى تسمم المستهلك.
اضرار صحية
مدير صحة البيئة بأمانة منطقة الرياض المهندس سليمان البطحي قال ان هذه المحلات يقتصر نشاطها على بيع الاعشاب ومواد العطارة الخام فـــقط ويمنع خلـــط او تركـــيب او مـــزج المواد والمستحضرات داخلها كما يمنع بيع او عرض او تخزين أي مواد عطارة او غذائية او مستحضرات تحمل ادعاءات طبية.
واضاف حرصاً على تقديم اعلى مستويات الصحة العامة ومنع كل ما يتسبب عن الاضرار بصحة الافراد تقوم صحة البيئة بجدولة لمحلات العطارة حيث تتم متابعة محلات العطارة ومحلات بيع مواد وادوية التجميل ومحلات بيع العسل والكماليات ليتم منع او توزيع المواد والمستحضرات والخلطات الممنوعة ومصادرتها، لافتاً الى ان عدد الشكاوى التي تقدم ضد مثل تلك المحلات تبلغ ما بين ثلاث الى اربع شهرياً.
مشيراً الى ان صحة البيئة تعمل مع لجنة متخصصة من عدة قطاعات حكومية كلفت لغرض متابعة وضبط مخالفات محلات العطارة بالرياض.
وفيات كثيرة
من جانبه اكد استاذ علم العقاقير رئيس لجنة تسجيل الادوية العشبية والمستحضرات الصحية في وزارة الصحة الدكتور جابر بن سالم القحطاني ان مقولة ان دواء الاعشاب اذا لم يفد فإنه لا يضر هو مفهوم خاطئ خصوصاً ان المعالجين العشبيين وكثيرا من الرقاة يستخدمون خلطات عشبية لعلاج المرضى وهم لا يفقهون شيئاً عن المركبات الكيميائية التي تحتويها هذه الاعشاب لافتاً الى ان هذا الجـهل يتسبب في وفيات كثيرة.
واشار الى انه يوجد على سطح الارض ما بين 250 الفا الى 300 الف نوع نباتي من النباتات الزهرية والتي كانت المصدر العلاجي لسكان العالم، واضاف ان من الامراض التي تتسبب فيها الاستخدامات العشوائية للاعشاب الطبية، تليف الكبد وفشل البنكرياس وسرطان المثانة وتخثر الدم وتلف الجهاز التناسلي لدى السيدات.
وابان القحطاني ان من الشروط الواجب توفرها في أي دواء عشبي خلو تلك الاعشاب من الحشرات والمبيدات الحشرية والمعادن الثقيلة مثل الرصاص والزئبق والزرنيخ، وان يحدد نسب الاعشاب الموجودة في المستحضر الطبي وان تخضع لدراسات مخبرية وان تجـــمع وتنظف وتــحفظ تحـــت معايير علمية صحيــحة، وهذا ما يجـهله العطارون والمعالجون تماماً.
وقال ان محلات العطارة في المملكة لا تخضع لوزارة الصحة بل هي تحت دائرة مسؤولية وزارة الشؤون البلدية والقروية وان البضاعة التي يتم استيرادها تتم عبر وزارة التجارة والصناعة، ودور وزارة الصحة ينحصر في الادوية العشبية التي تحضر في مصانع عالمية تخضع لمعايير عالمية كما ان دورها يقتصر في القيام بجولات على الصيدليات وحجز الادوية العشبية غير المسجلة التي تباع في الصيدليات وعلى محلات بيع مستحضرات عشبية جاءت من مصانع عالمية ولا تحمل تسجيل وزارة الصحة حيث تقوم الوزارة بتغريم تلك المحلات.
وحذر د. القحطاني من الانجراف وراء الاعلانات المبوبة في الصحف والمجلات التي تعلن عن مستحضرات وخلطات عشبية تركز على تحقيق الجمال للمرأة او تساعد على عملية التخسيس او غيرها من المستحضرات التي لا تخضع لمراقبة وزارة الصحة والتأكيد على دور وزارة الثقافة والاعلام في مثل هذه الاعلانات المضللة والوهمية.
يذكر ان قيمة مبيعات حجم مبيعات الاعشاب الطبية في اوروبا عام 2003م بلغت 6 مليارات دولار وفي امريكا بلغت 30 مليار دولار فيما يعتبر ان 80% من سكان جنوب شرق آسيا يستخدمون الاعشاب الطبية.
المصدر: