
رغم حداثة تجربتها ورغم جسامة مسؤوليتها ورغم شح مواردها وندرة العاملين فيها إلا أن الجمعية السعودية الخيرية لمكافحة السرطان ما زالت تعاند كل المعوقات التي تقف في طريقها وتهدد بنسف أهدافها الإنسانية الخيرة. ولولا إخلاص القائمين عليها وإيمانهم العميق بمسؤوليتهم الأخلاقية والإنسانية تجاه أبناء وبنات مجتمعهم
الذين أصبحوا نهبا لمرض السرطان حيث يتخطف الصغير والكبير والفقير والغني والذكر والأنثى والأمي والمتعلم في الليل وفي النهار ودون هوادة، بل إنه يتهدد البقية الباقية ويتحين الفرص للانقضاض عليهم، أقول لولا إخلاص القائمين على هذه الجمعية وإيمانهم بمسؤوليتهم الأخلاقية والإنسانية لكانت هذه الجمعية وأهدافها نسيا منسيا لكن حماس قلة قليلة من أبناء وبنات هذا الوطن ممن يقومون عليها وتشبثهم بالأمل رغم قلة ما باليد وارتفاع معدلات ضحايا السرطان بشكل مذهل سنويا هي التي أسهمت في بقائها على قيد الحياة.
انظروا ماذا تفعل هذه الجمعية المنسية كما سماها الكاتب الصحفي صالح الشيحي في مقال له بجريدة الوطن في إشارة من الكاتب إلى قلة الدعم الذي تتلقاه مع أنها تتعامل مع آلاف مؤلفة من ضحايا السرطان، فهي رغم شح الموارد المادية وقلة الكوادر البشرية إلا أنها كما يقول رئيس مجلس إدارتها الدكتور عبد الله العمرو تقدم خدمات ريادية لمرضى السرطان في جميع مناطق المملكة وتدعم البرامج التوعوية والوقائية من مرض السرطان وتدعم وتشجع البحوث العلمية للوقوف والتعرف على مسببات المرض وتدعم برامج تشخيص وعلاج مرضى السرطان وتدعم الكشف المبكر عن المرض من خلال إنشاء وتبني مركز عبد اللطيف للكشف المبكر.
من أفضال هذه الجمعية أنها بادرت إلى الطلب من المقام السامي منح مرضى السرطان ومرافقيهم حسما يبلغ 50%على جميع وسائل النقل الحكومية للرحلات داخل المملكة وخارجها وهذا ما تحقق بالفعل حين صدر قرار مجلس الوزراء رقم 137 وتاريخ 22/4/1428هـ بالموافقة على هذا الحسم. كما كان لهذه الجمعية الفضل بعد الله في موافقة معالي وزير الصحة على اقتراحها القاضي بتشكيل لجنة وطنية لمكافحة السرطان بهدف تنسيق الجهود المبذولة في المملكة لمكافحة السرطان ووضع الخطط الإستراتيجية والدراسات الميدانية والبيئية لمعرفة مسببات مرض السرطان والتوعية بها، بالإضافة إلى دراسة الوضع المستقبلي لازدياد أعداد مرضى السرطان وطرائق التعامل معها حيث يصل عدد الإصابات بأمراض السرطان في المملكة حوالى (8000) حالة سنويا ومن المتوقع زيادتها في الأعوام القادمة.
كذلك وقعت الجمعية اتفاقية تدريب مع أكاديمية العثيم للتدريب والتطوير تنص على قيام الأكاديمية بتنظيم دورات تدريبية لمرضى السرطان وأبنائهم ومنسوبي الجمعية على المهارات الإدارية والمهنية. كما قامت الجمعية بمفاوضة عدد من مستشفيات القطاع الخاص لتخصيص أربعة أسرة لمرضى السرطان في المراحل المتقدمة والذين يحتاجون إلى ما يسمى بالعلاج التلطيفي الذي يقوم على تخفيف وطأة المرض وتذليل معاناة المصابين به وخاصة الحالات المستعصية التي يتعذر معها الشفاء من المرض.
كذلك شرعت الجمعية في إنشاء أركان ترفيهية في المستشفيات بالتعاون مع شركة (سنوفي افنتس) من أجل التخفيف عن مرضى السرطان. وأيضا أطلقت الجمعية موقعا إلكترونيا لها على الإنترنت بهدف تفعيل خدماتها لمرضى السرطان وتوعية أفراد المجتمع بمسببات أمراض السرطان. كذلك نظمت الجمعية معارض صيفية وزيارات توعوية عن أمراض السرطان في الأسواق والمراكز التجارية.
وبما أنه لكل مجتهد نصيب ونظرا لإنجازاتها السابقة فقد فازت الجمعية بجائزة الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز لأعمال البر لعام 1428هـ في دورتها السابعة عن القطاعات الأهلية والحكومية المشاركة في دعم وتشجيع أعمال البر. أما آخر إنجازات هذه الجمعية فكانت حملتها لمكافحة سرطان الثدي الذي استشرى بين الكثير من السيدات في مجتمعنا، حيث يشكل سرطان الثدي نسبة لا يستهان بها من بين المصابات بأمراض السرطان في المملكة بلغت حوالى 20%.
أما ما يدمي القلب ويجعلنا نستنهض همم رجال الأعمال وأهل الخير والميسورين والميسورات من أبناء وبنات هذا الوطن ما ذكره الدكتور عبد العزيز الخريف المشرف العام على نشرة الجمعية عندما استصرخنا بأسئلته المؤلمة.. ترى من يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له بدعم هذه الجمعية؟...
هذا وللجميع أطيب تحياتي.
المصدر:
قدم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز الرئيس الفخري للجمعية السعودية الخيرية لمكافحة السرطان شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض لإصدار سموه الكريم أمراً بتقديم مبلغ مليون ريال لصالح الجمعية من قيمة التبرع المقدم من الدكتور ناصر بن إبراهيم الرشيد للجمعيات الخيرية بمنطقة الرياض والبالغ قيمته عشرين مليون ريال ، معرباً عن امتنانه لسمو الأمير سلمان على ثقته في الجمعية والقائمين عليها.
كما ثمن الأمير فيصل التبرع السخي من الدكتور ناصر بن إبراهيم الرشيد للجمعيات الخيرية، مقدماً سموه شكره وتقدير للدكتور الرشيد على هذا الدعم الكبير قائلاً : بأن هذا الدعم غير مستغرب على الدكتور ناصر لما عرف عنه من حب لأعمال الخير ودعم لها، فهو معين لا ينضب من العطاء ، فعطاؤه شمل القاصي والداني من المحتاجين والمعسرين.
وسأل الله سموه أن يجزي الدكتور ناصر خير الجزاء على ما ينفق ويقدم في أوجه الخير ، وان يجعل ذلك في ميزان حسناته.
الجدير بالذكر أن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض قد تسلم شيكا بمبلغ قدره عشرون مليون ريال من الدكتور ناصر بن إبراهيم الرشيد تبرعاً منه للجمعيات الخيرية بالرياض.
المصدر:













