رعت أرامكو السعودية فعاليات اليوم العالمي للطفل التي نظمتها، أمس الثلاثاء، الجمعية السعودية الخيرية لرعاية مرضى السرطان بالمنطقة الشرقية، في مجمع الظهران التجاري أمس الثلاثاء حيث حضرها 50 مصابا بالمرض من الأطفال مع ذويهم و25 متطوعا وعدد من أعضاء مجلس إدارة الجمعية.
وتهدف هذه الفعاليات، التي ضمت الكثير من جوانب الترفيه البريء، إلى رسم البسمة والأمل لدى المصابين، وإشعارهم بمشاركة المجتمع لهم، والوقوف بجانبهم ليتجاوزوا، بإذن الله تعالى، هذه المحنة.وقد شهد الحفل إقامة العديد من الألعاب، وتخصيص أركان متنوعة لعدد من الفعاليات مثل: ركن القراءة، وركن الرسم على الوجه، وركن المرسم الحر. كما لم تخل الفعاليات من مشاركة الشخصيات الكرتونية التي أضفت مزيدا من البهجة والفرح لدى المشاركين.
وقد أكد رئيس برامج التواصل مع المجتمع في أرامكو السعودية، الأستاذ صلاح العثمان، أثناء مشاركته في حضور هذه الفعاليات، حرص الشركة على تبني مثل هذه البرامج ودعمها، انطلاقا من مسؤوليتها الاجتماعية تجاه المجتمع، مثمناً ما تقوم به الجمعية السعودية الخيرية لرعاية مرضى السرطان بالمنطقة الشرقية من دور بارز في مساعدة المصابين، سائلاً المولى جلت قدرته أن يعظم لهم الأجر وأن يجعله في موازين أعمالهم.من جانبة قدم المدير الإداري للجمعية، الأستاذ عبد الرحمن الشهراني، نيابة عن مجلس إدارة الجمعية، شكره الجزيل لأرامكو السعودية لرعايتها المستمرة لبرامج الجمعية عموما ولهذه المناسبة الخيرية على وجه الخصوص، وعبر عن أمله في استمرارية هذا التعاون لتقديم خدمات متميزة لمرضى الجمعية المصابين.
الفنان يوسف الجراح، الذي شارك في تقديم تلك الفعاليات، عبر هو الآخر عن بالغ سعادته بتواجده مع المرضى ومشاركته فرحتهم، وعبر عن عميق شكره لأرامكو السعودية لدعمها مثل هذه البرامج الإنسانية، وتمنى أن تحذو بقية الشركات حذو أرامكو السعودية في دعمها لمثل هذه المشاريع الاجتماعية ليعود ذلك بالنفع والفائدة على المجتمع.
وفي ختام الحفل كرمت الجمعية السعودية الخيرية لمرضى رعاية السرطان أرامكو السعودية، لرعايتها هذه الفعاليات.
جدير بالذكر أن أرامكو السعودية تقوم بتنفيذ عدد من البرامج الاجتماعية من خلال برامج التواصل مع المجتمع، حيث يتم الإعداد حاليا للملتقى التثقيفي الخاص بمرضى التوحد بعنوان (توحدي أنا).. أصغ إلي والذي سينظم في معرض أرامكو السعودية بالظهران، خلال الفترة من 23 إلى 25 ذي القعدة 1428 هـ الموافق من 3 إلى 5 ديسمبر 2007م.
وسوف يصاحب هذا الملتقى العديد من المحاضرات والندوات وورش العمل إضافة إلى معرض تشخيصي يستمر طوال أيام الملتقى.
المصدر:
لا أعتقد أن الثقافة المحافظة التي تركز على الخصوصية هي فقط السبب في خجل النساء من مرض سرطان الثدي، وتكتمهن في حالة الإصابة به. وذلك كما قالت الطبيبة السعودية الشجاعة سامية العمودي في معرض حديثها عن تجربتها مع المرض في لقائها مع السيدة لورا بوش
عندما زارت الأخيرة الشرق الأوسط قبل أسبوعين كجزء من شراكة أمريكية - شرق أوسطية لرفع الوعي بسرطان الثدي ودعم البحوث في هذا المجال. ولكن القضية في تقديري قضية ثقافة لم تعتد المواجهة والمكاشفة في حال الاصطدام بالمصاعب، ولا الاعتراف بالأمراض الخطيرة سواء تلك الجسدية منها أو الاجتماعية الثقافية !فليس فقط سرطان الثدي الذي يستدعي الخجل والتكتم في مجتمعاتنا، ولكنها ثقافة تنتهج الصمت وإخفاء الرؤوس في الرمال وكأن الهرب من المواجهة وادعاء أن الأمور على ما يرام سيحل المعضلات ويقضي على الأمراض ! وكأن الإنكار سيحل الإشكالات المعقدة وسيقضي على التباساتها ؟ فسياسة التجاهل تظل سارية المفعول، حتى تقع (الفأس في الرأس) وحينها فقط تتم المواجهة بعد أن تكون الأمور قد خرجت من مساراتها وأضحى إصلاحها ضربا من المستحيل !
ونتيجة لهذه الثقافة يجبر الخطاب الاجتماعي الناس على التعتيم والتكتيم وإحاطة أنفسهم بالسرية الشديدة في حال إصابتهم بأمراض خطيرة، فيحمل المريض معاناته داخل ذاته وينسحب إلى قوقعة تبعده عن عيون الناس وتقصيه عن نظراتهم الفضولية، اتقاء لعبارة جارحة أو تحديقة متحسرة.. وحرصا على كبريائه من عيون تتهدل شفقة وحزنا، لا تحسن التعاطي مع آلامه وليس لها قدرة على دعمه في مواجهة مرضه، بل تسهم في انسحابه داخل معاناته ومضاعفة آلامه وعذاباته.
وكان الكاتب الكويتي أحمد الربعي قد تحدث في لقاء تلفزيوني بعيد عودته من رحلة استشفاء في الخارج من مرض خطير عن ثقافة المواجهة وأهميتها في شفاء الأمراض ومقاومتها، وعن افتقار ثقافتنا العربية لأدبيات الشجاعة في مواجهة الأمراض وعن ضرورة تثقيف أهل المريض ليتسنى لهم مساعدته في مواجهة مرضه وتخفيف معاناته. وقد أكبرت شجاعة الرجل كما أكبرت شجاعة الدكتورة سامية العمودي وهي تكتب زوايتها الأسبوعية في جريدة المدينة متحدثة عن تفاصيل مرضها وكيفية اكتشافها له ورحلتها الشاقة معه، فاستحوذت على قلوب القراء وأرواحهم فتابعوا مسيرتها الوعرة والمقتضية الكثير من الصبر والإيمان والشجاعة، فضربت لهم مثلا حيا على ثقافة المواجهة . ولا شك أن الدكتورة العمودي كانت تروم من تلك المكاشفة تهشيم حواجز الخوف التي تحيط بهذا المرض في مجتمعنا والتأكيد على أنه مرض ككل الأمراض، يمكن الشفاء منه ومقاومته وأن للإيمان بالله تعالى ولإرادة الشفاء دور مهم في محاربة المرض والوصول إلى مشارف الشفاء والخلاص من براثنه.
تلتبس الإصابة بالمرض في مجتمعاتنا بالعقاب الإلهي، ولذلك يعتبر الاعتراف بالمرض في ثقافتنا من احد المحاذير التي يخشى معظم الناس الاقتراب منها خوفا من إحالته إلى عقاب الهي يحيق بالمريض نتيجة بالطبع لمعاصيه أو خطاياه ! فيبدو المبتلى بالمرض وكأنه يدفع عن نفسه تهمة الخطيئة أمام المجتمع.. تلك الخطيئة التي جعلته فريسة للمرض وتسببت في معاقبته في عرف الكثيرين ! وقد سبق أن رأينا أصابع الاتهام توجه للمذيعة المتألقة ريما الشامخ عندما أصيبت بالمرض، وهي تؤدي عملها فقيل ان الله يعاقبها على كشف وجهها وظهورها الإعلامي، وكأن الحجب قد تكشفت لمتهميها ! أو كأنهم رقوا إلى السماء فأطلعهم الله على غيبه ! وتلك لعمري قضية خطيرة تتداخل مع ادعاء حراسة الفضيلة وجاهزية واستسهال إطلاق الأحكام على عباد الله !
وهنا يتوجب فك الالتباس بين الإصابة بالمرض والعقاب الإلهي، فثقافتنا الإسلامية لا تعتبر المرض نتاجا للمعصية أو للخطايا، بل تعتبره ابتلاء يمحص المؤمن ويقوي إيمانه ويضاعف أجره حين يصبر ويحتسب. وتؤكد أن دفاع الإنسان عن نفسه ووقوفه في وجه المرض وتمسكه بالأمل وتشبثه بالحياة دليل على قوة الإيمان ورضا الإنسان بما كتبه الله عليه، بل إن الإيمان بالله يستدعي التمسك بالحياة والحرص عليها فهي هبة من الخالق سبحانه وتعالى بادئ ذي بدء، ويقتضي مواجهة المرض بعزيمة صلبة وإرادة قوية حتى يتم دحره والقضاء عليه، وقد كان النبي أيوب عليه السلام أشد الناس ابتلاء بالأمراض.
على الجانب الآخر، تعتبر مواجهة المرض والاعتراف به إحدى مفردات الثقافة الغربية، وعادة يلجأ الطبيب إلى مصارحة المريض بطبيعة مرضه، وتهيئته نفسيا لمواجهة المرض وتبيان تفاصيل العلاج وما يمكن أن يصادفه من صعاب في رحلة العلاج. كما يتم تهيئة أهل المريض حتى يساندوه ويدعموه . فلا تجد المريض هناك يخجل من الخروج على الملأ بشعر متساقط أو بوجه باهت أو ملامح منهكة، بل يستمر في حياته بطريقة تلقائية وطبيعية تسهم كثيرا في تخفيف معاناته. ولاشك أيضا أن الجهل بالمرض في ثقافتنا وعدم معرفته يساهم في تصويره وكأنه (بعبع)، كما أن إحاطته بقضبان شائكة من التكتم تزيد من فزع المريض وتضخم الأمور فينهزم نفسيا وبذلك يتمكن المرض منه ويطبق على أنفاسه !
تجاهل الأمراض وإنكارها سواء تلك الجسدية منها أو الثقافية لن يوصلنا يوما إلى التخلص منها، ولابد من المواجهة الشجاعة والاعتراف بالعلل فهي الطريق الناجع للخلاص والشفاء!
* أمل زاهد
المصدر:














