يعتبر مرض سرطان الثدي أكثر السرطانات انتشاراً في العالم كله حيث يتم تشخيص خمسين ألف حالة سيدة مصابة بهذا المرض في بريطانيا كل عام، ولقد تزايد العدد لأكثر من 12في المائة خلال العقد الماضي، وأكثر من 80في المائة منذ عام 1971م.. هذا ووفق الاتجاهات الحديثة فإن إجمالي عدد الحالات المصابة من الممكن أن يصل إلى 58ألف حالة سنويا بحلول عام 2024وهذا وفقا لبحث أجري عن مرض السرطان في المملكة المتحدة.
أما في المملكة العربية السعودية فتبلغ نسبة الإصابة بسرطان الثدي مقارنة بالسرطانات الأخرى إلى 73بالمائة والمشكلة أنها تصل إلى الأطباء في مراحل متقدمة جداً لا مجال لشفائها مقارنة ب 30بالمائة من الحالات في البلاد المتقدمة لاهتمامهم بنظام الكشف الدوري للثدي الذي يرفع فرص الشفاء منه بنسبة تتراوح ما بين 92إلى 96بالمائة كما ينصح الأطباء السيدات بأهمية الفحص الذاتي للثديين شهريا بين اليومين السابع أو العاشر من الدورة وإجراء أشعة الثدي مرة كل عام أو عامين بعد بلوغها الأربعين إضافة إلى فحص دوري لدى طبيبة أخصائية كما أن وزارة الصحة سجلت 1157حالة سرطان ثدي جديدة وبلغ عدد المصابين بأمراض الثدي في المملكة 5آلاف و 617حالة مما يعنى أن 06ر 13سيدة من كل مائة ألف نسمة مصابة بهذا الداء
ويؤكد الاختصاصيون على أن تغيرات بسيطة في نمط الحياة من الممكن أن تقي حالة من كل عشر حالات مصابة ويقترحون عشر طرق من اجل الوقاية يأتي في مقدمتها
1الإقلاع عن المشروبات الكحولية:
أثبتت الدراسات أن كل كوب من الشراب الكحولي تتناوله المرأة يوميا يزيد من خطورة تعرضها لمرض سرطان الثدي بنسبة 6في المائة وبالتالي فإن الإقلاع عن تناول تلك المشروبات يمكن أن يكون خطوة حكيمة لحوالي 18في المائة من النساء الشابات اللاتي تتراوح أعمارهن ما بين 16إلى 24اللاتي يستهلكن أكثر من ثلاثة مشروبات في اليوم.
تناول الفاكهة
يعتقد أن الحمية الغذائية هي عامل منقذ لحالة من كل أربع حالات وفاة بسبب السرطان ؛ وهناك شك في أن الدهن الحيواني في الحمية الغذائية هو عنصر مسبب لسرطان الثدي. حيث إن اليابانيين الذين يتناولون طعام الحمية الغذائية الذي يحتوي على السمك والأرز والخضروات وتنخفض فيه بشدة نسبة الدهون الحيوانية لديهم معدلات منخفضة من مرض سرطان الثدي.
وقد قدمت الدراسات التي أجريت على أثر تناول الفواكه والخضروات على سرطان الثدي نتائج متفاوتة، حيث إن إحدى الدراسات قد وجدت أن ممارسة الرياضة مع تناول الفواكه والخضروات تؤدي إلى نتائج عجيبة. فقد نشر في صحيفة "علم الأورام" في شهر يونيو الماضي أن النساء اللاتي تناولن وجباتهن الغذائية من الخضروات والفاكهة ثم قمن بالسير النشط لمدة ثلاثين دقيقة قد انخفضت لديهن نسبة خطورة الإصابة بمرض سرطان الثدي إلى النصف.
المشي
إن المشي بسرعة ونشاط (أو أي تمرينات رياضية أخرى) لمدة 30دقيقة يوميا ولمدة خمس مرات في الأسبوع هو كل ما يلزم لزيادة الوقاية.
تجنب العلاج بالهرمونات
ينظر إلى العلاج بالهرمونات على أنه أمر يحمل درجة عالية من الخطورة يجب تجنبها بالنسبة إلى سرطان الثدي. حيث شاع استخدامه ففي عام 2002قدر عدد النساء اللاتي يستخدمن هذا النوع من العلاج بحوالي 2مليون امرأة في المملكة المتحدة وأكثر من ذلك بملايين في جميع أنحاء العالم. وقد أدى ذلك إلى إصابة عشرات الآلاف من النساء بمرض سرطان الثدي وسرطان المبيض وسرطان الغشاء الداخلي للرحم.
وينصح علماء طب أمراض النساء أولئك النساء اللاتي يرغبن في استخدام العلاج بالهرمونات لتخفيف أعراض انقطاع الطمث أن يقللن من ذلك قدر الإمكان.
الفحص بالأشعة التلفزيونية
إن النساء اللاتي يعانين من مرض سرطان الثدي في مراحله الأولى لديهن فرصة 9من 10للشفاء التام.
ومع ذلك فهناك سلبية واحدة للكشف بالأشعة التلفزيونية من خلال الإشارات الكاذبة التي قد تقدمها عن وجود أجسام غريبة في الثدي تشبه مرض السرطان ولكنها قد لا تكون كذلك. حيث إن عدة آلاف من النساء قد عانين من القلق وعدم الراحة كل عام بسبب استدعائهن لعمل اختبارات إضافية وتحاليل لعينات حية من الثدي كفحص لمرض السرطان وذلك قبل أن يصبح الأمر واضحا لهن تماما. ولكن الفحص بالأشعة قد أصبح الآن أكثر دقة فمن خلال تصوير الثدي مرتين فإنه يمكن تقليل الإصابة بمرض السرطان.
الولادة
يعتبر الأطباء إن الولادة خاصة قبل سن الثلاثين تساعد على الحماية من سرطان الثدي. حيث إنها تخفض تلك الهرمونات. وخلال القرن الماضي أدى التقدم الاقتصادي وتغير نمط الحياة إلى تأخير سن الإنجاب وتكوين أسر صغيرة لأن النساء أصبح عليهن الموازنة بين متطلبات العمل ومتطلبات المنزل. ولكن الباحثين يرون بأن تأخير سن الإنجاب يزيد خطورة الإصابة بمرض سرطان الثدي بمعدل ثلاثة بالمائة لكل سنة تأخير.
الرضاعة الطبيعية
يتفق الجميع على أن الرضاعة الطبيعية تحمي بإذن الله من الإصابة بسرطان الثدي بالإضافة إلى فائدتها للطفل الرضيع. ولكن الأسر الصغيرة مع تزايد عدد الأمهات العاملات قد أدى إلى تقليل الوقت الذي تقضيه النساء في الرضاعة. حيث إن الرضاعة الطبيعية من الثدي لمدة ستة أشهر تقلل خطورة الإصابة بمرض سرطان الثدي كما يقول الخبراء. ومع ذلك فإن العديد من النساء لا يقمن بالرضاعة الطبيعية. ففي انكلترا هناك حوالي 77في المائة من الأمهات قد بدأن في ممارسة الرضاعة الطبيعية لأطفالهن ولكن أكثر من ثلث النساء يستخدمن الرضاعة الصناعية خلال الستة أسابيع الأولى بعد الولادة.
انقاص الوزن
إن السمنة تزيد من خطورة الإصابة بسرطان الثدي ولكن هذا يحدث فقط بعد انقطاع الطمث. فهناك دراسة أوروبية قد وجدت أن النساء اللاتي يعانين من السمنة قبل انقطاع الطمث لديهن خطورة الإصابة بمرض سرطان الثدي بنسبة 31بالمائة أكثر من النساء اللاتي يتمتعن بوزن ملائم. وإن التخلص من السمنة يمكن أن ينقذ 1800حالة من الإصابة بمرض سرطان الثدي سنويا.
ممارسة وظيفة مجهدة
لقد وجدت دراسة دانمركية نشرت عام 2005في الصحيفة الطبية البريطانية أن المستويات العالية من الإجهاد اليومي تقلل خطورة مرض سرطان الثدي بنسبة 40في المائة. ويرى الباحثون أن الإجهاد ربما يكون مفيدا حيث يقلل مستويات هرمون الاستروجين. وهم يفرقون بين الإجهاد اليومي التي تواجهه النساء في الوظائف ذات الضغوط العالية وأحداث الحياة المتوترة مثل الفجيعة والحسرة والتي وجد أنها ترتبط بزيادة مرض السرطان. وقد يكون للإجهاد آثار ضارة أخرى على القلب مثلا وزيادة خطورة السلوك التعويضي مثل الإفراط في الشراب.
@ "الرياض": التقت بالمدير العام بجمعية زهرة لسرطان الثدي الأستاذة هنادي محمد العوذة للإجابة على عدد من الاستفسارات فجاء الحديث على النحو التالي..
@ "الرياض": ما هي نسبة انتشار مرض سرطان الثدي بين نساء المملكة وهل هو مرض خاص بالسيدات أم أنه من الممكن أن يصيب الرجال والأطفال؟
- نسبة حجم الإصابة بسرطان الثدي من الناحية السريرية وذلك حسب الحالات المحولة من القطاعات الصحية الرئيسية بالمملكة 20% (النسب الموضحة من السجل الوطني للأورام 2004م) ومن الممكن أن يصيب هذا المرض الرجال ولكن بنسبة قليلة جدا..
@ "الرياض": ما هي الخدمات التي تقدمها جمعية زهرة للمريضات؟ وهل للجمعية فروع أخرى داخل أو خارج المملكة؟
- الجمعية الآن بصدد تأسيس أول مجموعة دعم نفسي ومعنوي لمريضات سرطان الثدي، ودراسة برنامج لتأهيل المريضات أثناء وبعد العلاج والذي يحتاج إلى دعم العديد كما أن الجمعية تأسست في الرياض (الفرع الرئيسي) ونطاق خدماتها المملكة العربية السعودية بأكملها، ونحن الآن بصدد عمل لجان للجمعية والتي سوف تقيم حاجة المناطق لتأسيس فروع هناك.
@ "الرياض": كيف يمكن الوصول بحملة "خطوات نحو الشفاء" إلى قرى ومحافظات المملكة؟
- بعد نجاح حملة خطوات نحو الشفاء وتوزيع المطويات التوعوية على 38موقعاً في مدينة الرياض كخطوة أولى من خطة التوعية للجمعية، سوف تبدأ الجمعية الآن جدول محاضراتها عن سرطان الثدي في العديد من المراكز النسائية والعامة ونحن نٌرحب بأي طلب لأي جهة ترغب في عقد محاضرة عن المرض وأيضاً الآن تبدأ الجمعية زياراتها التفقدية لمناطق المملكة لتأسيس لجان فرعية وتأهيل ممثلي الجمعية هناك بكيفية توصيل رسالة التوعية الخاصة بالمرض وذلك لتسهيل عملية انتشار برامجنا التوعوية في جميع مناطق المملكة. وبالمناسبة فإن برامج جمعية زهرة التوعوية مستمرة طوال العام ولكن تكون مكثفة في شهر أكتوبر لأنه الشهر العالمي بالتوعية بسرطان الثدي.
@ "الرياض": في أي المراكز الصحية أو المستشفيات تتوفر أجهزة الكشف المبكر لسرطان الثدي؟
- تتوفر أجهزة الكشف المبكر لسرطان الثدي في العديد من المراكز الصحية والمستشفيات في المملكة ولكن مالا تعرفه الكثير من السيدات هي مراحل الكشف المبكر والذي نوضحه كالتالي:
المواظبة على عمل الفحص الذاتي للثدي شهرياً بعد سن العشرين، الاستمرار في زيارة طبيب - طبيبة العائلة كل عام ،عمل أشعة ألترا ساوند للأعمار أقل من 35عاماً، عمل أشعة الماموغرام للسيدات فوق سن 35سنة مرة واحدة - سنتين، ومرة واحدة - كل سنة للسيدات فوق 50سنة ومن المهم معرفة أن الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي إلى الشفاء بمعدل 97% إن شاء الله كما أن اكتشاف المرض في مراحله الأولى يساعد في احتمالية الخضوع لعلاج بسيط
@ "الرياض": خوف النساء من الكشف يتطلب وصول الجمعية لأماكن تجمع السيدات؟ هل من خطة لذلك؟
-إن شاء الله سوف تبدأ الجمعية جدول محاضراتها في العديد من المراكز، ونحن في جمعية زهرة نتميز بأساليب برامجنا التوعوية الجديدة التي توصل رسالتنا بأسلوب بسيط وممتع ولا تجعل المجتمع يهاب المرض في الوقت نفسه.
كذلك توفر الجمعية موقعاً خاصاً على الإنترنت والذي سوف يكون بمثابة مرجع متكامل عن سرطان الثدي وهو طور التدشين www.zahra.org.sa.
المصدر:
نظمت كلية تربية البنات الأقسام العلمية بجامعة طيبة محاضرة بعنوان (سرطان الثدي، أسبابه وعلاجه)، التي ألقتها سعادة الدكتورة هالة رجب شعبان، وتتحدث حول مرض سرطان الثدي، أسبابه وعلاجه، وطرق الوقاية منه، صرحت بذلك عميدة الكلية سعادة الدكتورة مها بنت أحمد الحازمي.
حيث استمعت الحاضرات من د. هالة إلى التعريف بسرطان الثدي، وعوامله وأسباب حدوثه، والأعراض والشكوى وطرق التشخيص، وكيف تستطيع الطالبة القيام بالفحص الذاتي، كما عرضت د. هالة بعضاً من الأجهزة التي تستخدم للتشخيص، والطرق المعملية لفحص الأنسجة، كما تطرقت إلى العلاج، وبعض العادات اللازمة للتقليل من نسبة حدوثه، وشرح أحدث الأبحاث في مجال العلاج.
وقالت سعادة العميدة إنه انطلاقا من توجيهات إدارة جامعة طيبة بضرورة مواكبة المناسبات واستغلال توقيتها في عرض ما تحتويه تلك المناسبة، ومن ذلك اليوم العالمي لمكافحة سرطان الثدي، وذلك لما يمثله هذا المرض من انتشار بين الكثير من النساء، وتهاونهن فيه وعدم الكشف المبكر للقضاء عليه.
المصدر:














