
اليوم العالمي للسرطان تظاهرة سنوية ينظمها الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان، وقد أطلق الاتحاد حملته العالمية العام الماضي تحت شعار "أطفال اليوم هم عالم الغد". واستهدفت الحملة مكافحة السرطان في الفترة 2007- 2008وهي تركّز أساساً على الوقاية منه.
وفي الرابع من فبراير من كل عام تنضم منظمة الصحة العالمية إلى الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان، وهو الجهة الراعية للاحتفالات بهذا اليوم، من أجل الترويج لسُبل التخفيف من العبء العالمي الناجم عن هذا المرض.
وبهذه المناسبة صرحت رئيسة مجلس إدارة جمعية سند لدعم أطفال مرض السرطان سمو الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبد العزيز ل"الرياض" قائلة:
"إن مرض السرطان أحد أكبر المشكلات الصحية في العالم، ويُعّد من أهمّ مسبّبات الوفاة على الصعيد العالمي، وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أنّ هذا المرض أودى بحياة 6ر 7ملايين نسمة في عام 2005م، وأنّه سيودي بحياة 84مليون نسمة أخرى في الحقبة الممتدة بين عامي 2005و 2015إذا لم تُتخذ أيّة إجراءات للحيلولة دون ذلك. وأشارت سموها إلى أن "لدينا جمعيات عدة تعمل على مكافحة هذا المرض والعمل على دعم ومساندة المصابين به وذويهم، حيث يقدر عدد المصابين بالسرطان في السعودية وفق مانشرت الجمعية السعودية لمكافحة السرطان ب 7000مريض سنويا، متوقعا أن يصل العدد إلى 30ألف مريضا في ال 15سنة المقبلة. ويعتبر مرض سرطان الثدي والغدة الدرقية للنساء، بالإضافة إلى مرض الكبد اللمفاوي والقولون للرجال، من أكثر أنواع مرض السرطان شيوعا في السعودية بالإضافة الى أن سرطان البنكرياس والكبد وبعض أنواع سرطانات المخ تعد من أصعب أنواع السرطانات في الشفاء. وأشارت سموها إلى "أن نسبة الشفاء من مرض السرطان تقدر كما يصرح المختصون ب 60في المائة في العالم، و قد تكون أقل في السعودية، ويعود ذلك الى أن نسبة كبيرة من المرضى تأتي للمستشفيات في مراحل متقدمة من المرض مما يقلل من فرص نجاح العلاج ويضاعف تكاليفه. ولذلك فهناك ضرورة إيجاد استراتيجية وقائية علاجية، لأن العديد من مرضى السرطان لا يصلون إلى المراكز المتخصصة، كما ان توزيع مراكز السرطان في المملكة غير متوافق مع التوزيع السكاني، مع ان التوصيات العالمية تربط وجود مراكز متخصصة بعدد السكان في المدن والمناطق. نتمنى من وزارة الصحة ان تضاعف جهودها لتوعية المجتمع بهذا الخصوص، كما ان على الجمعيات الخيرية المعنية بهذا المرض تحديدا أن تبذل جهودا ملموسة وتشارك بفعالية حيث يوجد نقص في الوعي المجتمعي وعدم إدراك لأهمية الفحص المبكر، لذلك من المهم التركيز على إنشاء مراكز للكشف المبكر في جميع مناطق المملكة".
أكد رئيس مركز الملك فيصل للأورام بمستشفى الملك فيصل التخصصي الدكتور داحش عجارم أن هناك طفرة في الأبحاث - ولله الحمد - فيما يتعلق بسرطان الثدي، وهذا سيؤدي إلى التحسن في علاج هذا المرض
وزيادة نسبة الشفاء منه، جاء ذلك في المؤتمر الذي لخص ما تم بحثه من دراسات إكلينيكية ومخبرية في الشهر الماضي في سان أنطونيو والذي يركز سنوياً على كل ما يتعلق بسرطان الثدي سواء كان ذلك وقائيا، تشخيصيا، أو علاجياً.
وذكر د.عجارم أنه في يومنا الحاضر من أهم الأمور في الجراحة هو استئصال الورم إذا كان صغيرا، والتقليل من استئصال الغدد كاملة تحت الإبط، وكذلك وجدت طرق حديثة كثيرة في علاجات التجميل التي لها علاقة بهذا الورم.
أما العلاج الإشعاعي فأكد أنه عبارة عن علاج الورم موضعيا ويتم بعد العلاج الجراحي أو الكيميائي، وله دور آخر يتمثل في علاج مضاعفات المرض عندما ينتشر ويصل إلى العظم وأماكن أخرى أو رجوعه موضعياً، وهناك الآن طرق متعددة وتحسن في العلاج حيث بدأ التركيز على إعطاء العلاج الإشعاعي بطرق مركزة فقط على مكان الورم، وهذا يعني التقليل من مضاعفاته على الأجزاء الأخرى من الجسم مثل الرئة والقلب.
أما العلاج الكيميائي فهناك عدة أدوية تستعمل لعلاج الأورام السرطانية وهي في تطور سريع، وهناك أدوية دخلت في علاج أمراض السرطان وأثبتت فعاليتها، وهناك أدوية أخرى جديدة لا تزال في مرحلة التجربة.
بالنسبة للعلاج البيولوجي أو العلاج الموجه أكد عجارم أن هنالك تقدماً ملحوظاً في فهم الخلية السرطانية أو بيولوجية خلية السرطان، وتمكن من تحديد بعض العوامل أو بعض التركيبات الداخلية فيها والجينية التي لها إسهام مهم في تسبب السرطان، مما ساعد في التقدم في استعمال العلاج البيولوجي (أو الموجه) في علاج السرطان.
ونوه الدكتور داحش إلى أن العلاج المضاد أو الموجه سمي بذلك لأنه موجه إلى جزء من الخلية السرطانية، أو مركز استقبال بها، أو دور بيولوجي هام بها، وهناك عدة أنواع من هذا العلاج ما زالت تحت التجربة، وهنالك الآن الكثير من العلاجات المضادة التي أثبتت فعاليتها في علاج أورام سرطان الثدي سواء الموضعي أو المنتشر مثل عقار الهرسبتين أو العلاج الموجه وهو ما يسمى بالبيولوجي، وهنالك أدوية أخرى تحت الدراسة مثل الأفاستين وغيرها.
كما أكد عجارم أن هذا العلاج الموجه أو المضاد يوجه إلى جزء من الخلية السرطانية كما أنه لا يضر الخلايا الأخرى، وليس له مضاعفات مثل العلاجات الكيميائية حيث إنه لا يؤدي إلى نقص في المناعة ونزول كريات الدم البيضاء أو الالتهابات وما غيرها، كما أنه لا يتسبب في تساقط الشعر، ولفت إلى أنه في معظم الأحيان الأدوية الموجهة والأدوية البيولوجية لا تستعمل وحدها بل تستعمل كجزء مع العلاج الكيميائي والجراحي والإشعاعي.
وعن العلاجات الهرمونية أكد عجارم أن المريضة تحتاجها لمدة خمس سنوات على الأقل لكن هناك دراسات تدرس إمكانية تمديد هذه الفترة إلى أكثر من ذلك.
وعن جديد الدراسات حول عقار الهرسبتين أوضح عجارم أن بعض الدراسات ناقشت تأثير الهرسبتين على حياة المرضى، وأخرى درست مدى تأثيره على القلب والآن ولله الحمد ثبت أنه نسبة قليلة فقط من المرضى يؤثر الهرسبتين على عضلات قلبهم، وهذا العلاج بات يستعمل الآن في علاج مرض سرطان الثدي سواء كان منتشرا أو موضعيا، كذلك بات يستعمل قبل الجراحة في بعض الحالات المتقدمة موضعياً، والآن هناك دراسات جديدة تدرس طريقة وفترة استعماله لمدة سنة أو أكثر وهذه الدراسات في الواقع ستضيف الكثير من المعلومات الإكلينيكية بالنسبة لهذا العقار، ولكنه حتى الآن أثبت فعاليته في علاج مريضات سرطان الثدي اللاتي عندهن مستقبلات الهير 2 الموجبة سواء في المرحلة المنتشرة أو في المراحل البدائية.
وعن العقار الذي بات يشغل بال الناس خاصة وأنه أثبت قدرته على محاربة الخلايا السرطانية فقط دون السليمة والذي يعرف ب( الأفاستين) اعتبر الدكتور داحش عجارم أنه من العقارات المضادة لنمو التروية الدموية بالأورام السرطانية قائلاً: (وطبعا نتكلم عن عدة أنواع من السرطان، ومن أهمها سرطان القولون، والآن بدأت الدراسات تنظر لاستعماله في مرض سرطان الثدي وخاصة الذين فشلوا في الاستجابة للعلاجات المعروفة للسرطان، هو لا يزال تحت الدراسة، لكنه أثبت فعاليته في بعض أنواع أورام سرطان الثدي وخاصة التي نسميها triple negative الذين عندهم مستقبلات الهرمونات الأنثوية سلبية وكذلك مستقبلات الهير 2 السلبية، هؤلاء المرضى يساعدهم عقار الأفاستين وخاصة في طور المرض المتقدم، ولكن ليس هناك مانع من استخدامه في أي نوع من أنواع سرطان الثدي الأخرى لكنه ما زال تحت الدراسة ولا يعتبر عقارا مثاليا مثل عقار الهرسبتين.
وشدد الدكتور عجارم قائلا (المشكلة التي ما زلنا نعاني منها في مرضانا في المملكة أنه كثيراً منهم يأتينا في مراحل متقدمة وهذا يدعونا لأمر مهم لم يناقش في هذا المؤتمر بصفة رئيسية وهي أن نستمر في التوعية لرفع مستوى الوعي الصحي لدى المواطنين والتشجيع على الكشف المبكر لمرضى سرطان الثدي والعمل قدر المستطاع في جميع وسائل الإعلام لرفع مستوى الثقافة الصحية لدى المجتمع بصفة عامة لجميع الأمراض وخاصة السرطان، لأنه من السهل معالجة هذا المرض إذا اكتشف في طور مبكر مما يجعل كثيرا من الأدوية الموجودة حاليا والتي أثبتت فعاليتها تعمل بمفعول أكبر.
وعما إذا كانت الدراسات الأولية التي أجريت على الخلايا الجذعية في القضاء على سرطان الثدي أتت بنتيجة أكد عجارم أنه ليس هنالك أي دور للخلايا الجذعية في مساعدة مرضى سرطان الثدي وفي علاجهم في أي مرحلة وصلوا إليها.. وعن المرضى الذين يعانون من سرطان الثدي بشكل وراثي أكد الدكتور عجارم أن هؤلاء يكون لديهم ما يسمى بجين البراكا 1 والبراكا 2 وهؤلاء يكون عندهم احتمالية ظهور المرض بنسبة عالية وهم يشكلون ما نسبته 5% من نسبة عدد حالات السرطان، وهؤلاء المرضى لا بد أن يجرى لهم ما يسمى بالاستشارة الجينية أو الاستشارة الوراثية، وأن يخضعوا لبعض الإجراءات
الوقائية بما فيها الجراحة .
المصدر:













