تتحدث كتب التراث العربي عن الأسطورة العجيبة زرقاء اليمامة التي أنذرت قومها بقدوم العدو وقدرتها العجيبة على الرؤية لمسافات بعيدة لا يتمكن منها الآخرون.
ومع قدرتها على رؤية المستقبل بعينيها ومعرفة قومها بذلك ولكن الأسطورة تقول إن قومها لم يصدقوا قولها والنتيجة أنه داهمهم العدو وكانت الزرقاء أول الضحايا.
لقد جالت هذه القصة بخاطري وتذكرت كيف تعامل الأجداد مع نذير زرقاء اليمامة بشيء من عدم الاكتراث فكانت النهاية الحزينة.. ولست أدري هل هذا التعامل مع المخاطر وهذه الكيفية جزء من التركيبة العقلية للعرب أم أن اعتمادهم على معطيات واهية وغير واقعية يجعلهم لا يكترثون للأخطار المحيطة بهم.
لا شك أن خطر السرطان القادم بقوة يداهم الجميع ومخالبه قد خدشت كل بيت وضحاياه يتساقطون كل يوم وليس في ذلك اعتراض على أمر الحكيم العليم الذي دبر المقادير وكتب الآجال وكلنا نتحرك في نطاق قدره وفي مملكته جل وعز.
تقول إحصائيات منظمة الصحة العالمية إن ما يزيد على ستة ملايين شخص يموتون سنويا بسبب السرطان في العالم ولسنا بحاجة إلى النظر بعيدا فكل أسبوع والمعزون يذهبون ويعودون بين منازل السعوديين مواسين في حبيب قضى نحبه من هذا الداء.
وتقول إحصائيات السجل الوطني للأورام إن 26 % فقط من المرضى يصلون لمراكز العلاج في مرحلة مبكرة، وهذا الرقم مرعب للجميع ولا بد من عمل شيء ما لكي يتمكن أحبابنا من الوصول إلى المركز في وقت مبكر.
ونعرف أن 40 % من أنواع السرطان يمكن الوقاية منها بالتوقف عن التدخين فنحن مازلنا نعتبر من أكثر بلدان العالم استيراداً للدخان ومازال يباع بأرخص الأثمان ولكل من أراده.. ومازال الكثيرون في صالات المطار بدءا من موظفي المطار وانتهاء بمنظفيه وبين هذا وذاك ألوف يصوبون رصاصات سجائرهم إلى صدورنا.. فلم تسلم منهم حتى ساحات الحرم الشريف.
لقد بذلت الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين جهدا كبيرا للتوعية رغم قلة الإمكانيات وقلة الأيدي ولكن الله تعالى بارك الجهود.
ثم كانت اللفتة الكريمة من الشيخ الكريم عبداللطيف العبداللطيف الذي انبرى لتبني أول مركز للكشف المبكر عن السرطان في المملكة العربية السعودية والذي كان حلما تحقق بإذن الله بعد جهد جهيد وعمل متواصل من فريق العمل الذي شارك في رحلة مركز الكشف المبكر من المتخصصين الذي تبرعوا بوقتهم وأفكارهم وتحقق ذلك وأذكر منهم الزملاء الدكتور محمد الشبانة والدكتور يوسف القدهي والدكتور خالد السماعيل والدكتور صالح بامجبور والمهندس عبدالرحمن العمري والدكتور يوسف الجهيني والأستاذ مرعي الشهري والمهندس فهد الجديد والدكتور عبدالعزيز الخريف والأستاذ أحمد الحوتان وغيرهم من الزملاء يدفعهم المحسن الكبير والزميل الكريم وحامل هم السرطان الدكتور عبدالله بن سليمان العمرو الذي كان هذا المشروع همه الكبير فتحقق ذلك بإخلاص وتفان نادر وكان هذا المشروع خير هدية له كإحدى الثمار اليانعة التي تسر الناظرين.
وكان الشيخ عبداللطيف وابنه إبراهيم يغمراننا باهتمامهم وحرصهما وكرمهما حتى تحقق ذلك الحلم الجميل وأصبح واقعا ملموساً.
عندما أخبرني الزملاء باكتشاف حالة سرطان ضمن الأخوات اللاتي كشفن بالمركز تغشتني سحابة من المشاعر الغريبة وتصورت أن أيدينا تشابكت لانتشال هذه الضحية من بين براثن الوحش الكاسر وأطرقت سمعي لخاطر يقول: "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا".
وإننا في مركز عبداللطيف للكشف المبكر لنتقدم بالشكر الجزيل لصحاب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ـ أمير منطقة الرياض ورائد العمل الخيري بالمملكة والذي بارك الفكرة وأطلقها والشكر موصول للأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز الرئيس الفخري للجمعية السعودية الخيرية لمكافحة السرطان الذي دعم المركز واهتم به.
ثم نتوقف لنشكر الله الجليل العظيم الذي سخرنا لهذا العمل وشرفنا به خدمة لإخواننا وأخواتنا وندعوه سبحانه وتعالى أن يبارك في هذا الجهد وأن يغفر الزلل والخطأ وأن يجزي بكرمه كل من شارك في هذا المشروع النبيل وقد وعد وهو الصادق أنه لا يضيع أجر المحسنين.
الدكتور مشبب علي العسيري - رئيس قسم الأورام بمستشفى القوات المسلحة
المصدر:
يتعرض الانسان خلال رحلة حياته للكثير من الأمراض والاضطرابات الجسدية والنفسية التي تختلف شدتها بحسب العامل المسبب لها، وربما كان أشد ما يصيب الانسان أن يتغير سلوك خلايا عضو من جسمه، فيؤدي الى تكاثر غير طبيعي ينتج عنه تكوين ما يسمى بالورم السرطاني.
هناك من النظريات ما يفترض وجود استعداد لتكوين خلايا سرطانية في جسم كل شخص منا، وتبدأ بالظهور والتأثير إذا ما تضاعف عددها الى بضعة مليارات، حيث تتمكن وسائل الاختبارات المتوفرة من اكتشافها وتشخيصها. وهناك احتمالات لتكوين خلايا سرطانية بمعدل 6 الى 10 مرات في حياة الشخص الواحد. ومن جانب آخر، فهناك جهاز الدفاع عن كل ما يعترض سلامة خلايا الجسم وهو جهاز المناعة، فإذا كان في وضع صحي قوي، استطاع أن يقضي على الخلايا السرطانية ويدمرها ويمنعها من التكاثر والانقسام الشاذ وبالتالي يقي الجسم من تكوين الأورام.
* اضطرابات غذائية يقول الدكتور واين داير، الأستاذ المشارك في جامعة سانت جونز بنيويورك والمهتم بشؤون تحفييز الصحة والمناعة وهو غني عن التعريف بمؤلفاته الناجحة التي بلغت 30 كتاباً حول تعزيز الصحة، إنه عندما يصاب الشخص بالسرطان، فذلك مؤشر على أن هذا الشخص لديه اضطرابات غذائية متعددة، وقد يعزى ذلك الى العامل الوراثي، أو العامل البيئي، والى نمط واسلوب الحياة وما طرأ عليهما من تغيرات. وللتغلب على هذه الاضطرابات يجب تعزيز نشاط الجهاز المناعي بتغيير العادات الغذائية، والوسيلة الفعالة للانتصار في معركة السرطان هي تجويع الخلايا السرطانية عن طريق منع الغذاء الذي يساعدها على التكاثر والنمو.
* «تجويع» السرطان من الحقائق العلمية أن الخلايا السرطانية تعتبر السكر غذاء مثاليا لها، وبمنعه أو التقليل منه يمكن عزل احد اهم الامدادات الغذائية لنموها وتكاثرها. أما بدائل السكر مثل «نيوتراسويت» وغيرها، التي تحضر من الأسبارتام، فهي ضارة بالصحة، بينما البدائل الطبيعية الأخرى التي تتكون من مزيج العسل أو العسل الاسود فهي آمنة ولكن على أن تكون بكمية صغيرة جدا. كذلك تتغذى الخلايا السرطانية على المادة المخاطية، ويعتبر الحليب من المواد المنتجة للمخاط في الجسم، خصوصا في القناة الهضمية. وعليه يمكن تجويع الخلايا السرطانية بعدم استعمال الحليب والاستعاضة عنه بحليب الصويا غير المحلى.
ومن المعروف أيضا أن خلايا السرطان تنمو وتزدهر في البيئة الحمضية مثل النظام الغذائي المعتمد على اللحوم، إضافة الى أن بروتين اللحوم صعب الهضم ويحتاج للكثير من الانزيمات الهضمية، واللحوم غير المهضومة المتبقية في الامعاء تتعفن وتفسد وتتحلل وتنتج مزيدا من العناصر السامة. كما وإن جدران الخلايا السرطانية مكونة من طبقة بروتينية صعبة. والامتناع عن أو اكل القليل من اللحوم يحرر المزيد من الانزيمات لمهاجمة الجدران البروتينية للخلايا السرطانية وتساعد خلايا الجسم المدافعة على قتل وتدمير هذه الخلايا. عليه ينصح الدكتور واين داير بأكل السمك والقليل من الدجاج بدلا من اللحم البقري. فاللحوم لا تناسب المصابين بالسرطان لاحتوائها على هرمونات النمو والطفيليات، وهي كلها ضارة بالجسم.
* طعام صحي إن الطعام الذي يتكون 80% منه من الخضراوات الطازجة، العصير، الحبوب الكاملة، البذور، المكسرات، وقليل من الفاكهة يساعد على وضع الجسم في بيئة قلوية. حوالي 20% من الغذاء يمكن أن يكون مطهيا ومحتويا على حبوب مثل الفاصوليا والكثير من الخضراوات الطازجة أو عصيراتها ويكون معظمها من فول الصويا، كرنب، بروكلي، قرنبيط، بذور البقول والثوم والزنجبيل والبصل والبندورة. وكذلك اكل بعض الخضروات غير المطبوخة (الخام) مثل ثمار الحمضيات والتوت والفواكه الجافة مرتين الى ثلاث مرات فى اليوم، مما يزود الجسم بالانزيمات الضرورية سهلة الامتصاص والتي تصل الى الخلايا في دقائق قليلة لتغذيتها وبنائها وتعزيز نموها الصحى السليم. هناك الكثير من العناصر والمكملات الغذائية التي تساعد على بناء وتقوية الجهاز المناعي بجسم الانسان مثل مضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن وعناصر أخرى مثل (IP6, Flor-ssence, Essiac, EFAs etc). فهي تمكن خلايا الجسم الدفاعية لتدمير الخلايا السرطانية. وهناك فيتامين «إي» E المعروف بخاصيته الدفاعية المبرمجة لقتل الخلايا الغريبة، وغير المرغوب فيها، او الخلايا التي لا يحتاج الجسم لها، فيتخلص من أضرارها. كما يجب تجنب القهوه والشاي والشوكولاته، فهي عالية المحتوى من الكفايين. وإن الشاي الاخضر هو افضل بديل لها لما يتمتع به من خصائص في مكافحة السرطان. إن الماء هو خير وأفضل مشروب للانسان على مدار اليوم، سواء المياه النقية، او المفلترة (بالترشح) وذلك لتجنب السموم المعروفة والمعادن الثقيلة الموجودة في مياه الصنابير. أما المياه المقطرة، فيجب تجنبها لأنها حمضية الخواص.
* ممارسة الرياضة كما ينصح الدكتور واين داير بممارسة الرياضة بأي شكل من أشكالها مع التعود على عمل تمارين التنفس العميق لإيصال الأوكسجين إلى جميع مناطق الجسم وخلاياه لتدمير الخلايا السرطانية، فهي لا تستطيع العيش في بيئة غنية بالأوكسجين. ويجب التحلي، ما أمكن، بروحٍ حيوية إيجابية ونفسية سليمة وتجنب مصادر التوتر كالغضب والشجار الذي يضع الجسمَ في حالة من الحموضة.
وأخيرا يوصي المعهد الأميركي لأبحاث السرطان بالاكثار من تناول الأغذية النباتية ليس فقط من أجل مكافحة أمراض القلب ومشكلات الشرايين والجلطات الدموية وإنما أيضا للوقاية من السرطان.
والالتزام بالطعام الصحي هو من أسهل الأمور التي يمكن عملها للوقاية من واحدة من اخطر الامراض في عصرنا، السرطان.
المصدر:

يعتمد علاج سرطان البروستاتا المتقدم او المنتشر الى العظام وبعض الأعضاء في الجسم على الأخصاء او استعمال العلاج الهرموني الانثوي لتخفيض معدل الهرمون الذكري او التستوستيرون الى اقصى درجة. وتستعمل لهذا الغرض عدة عقاقير تشمل الهرمونات الانثوية والمضادة لمستقبلات الهرمون الذكري او تلك التي تسهل او تحد من افراز الهرمونات الموجهة للقند من الوطاء.
ورغم ان الاستجابة الأولية لتلك المعالجة الهرمونية جيدة مع تحسين الأعراض السريرية والآلام الشديدة لدى معظم المرضى الا انه وللأسف قد تعود تلك الأعراض مجدداً وتزداد نسبة التفاؤل في حوالي 80% الى 90% من تلك الحالات بعد مرور سنة ونصف او سنتين من استعمالها مما يتطلب استعمال العلاج الكيميائي لحصر الورم وازالة اعراضه.
وقد أظهرت الاختبارات الحديثة عدة مضاعفات للمعالجة الهرمونية تشمل العجز الجنسي التثدي والتوهج وهشاشة العظام والسمنة في اسفل البطن وزيادة معدل الشحيمات والكولستيرول في الدم والتعب الجسدي والتوعك والتغير المزاجي وضمور وضعف العضلات وفقدان الذاكرة والاصابة بالاكتئاب.
وقد ظهر مؤخراً في عدة اختبارات حديثة ان تلك المعالجة قد تسبب أيضاً الاصابة بداء السكري والأمراض القلبية والوعائية مع نسبة مرتفعة من الوفاة بسببها مما دفع العديد من الخبراء التوقف عن استعمال هذا العلاج التقليدي واستبداله بعقاقير جديدة مثل ثوريميفين المعدل لمستقبلات الهرمون الانثوي ومضاد الهرمون الذكري بيراثيرون او سانرا بلاتين الكيميائي التي تكبح نمو تكاثر الخلايا السرطانية عند انتقالها. وفي حالات الاستمرار في المعالجة الهرمونية التقليدية المركزة على تنشيط او كبح افراز الهرمونات الموجهة للقند من الوطاء، فقد اظهرت بعض الدراسات ان استعمالها بطريقة متقطعة لبضعة اشهر وثم التوقف عنها حتى يزيد معدل PSA قد يقلل من حدوث بعض المضاعفات والأعراض الجانبية المنغصة بدون أي تدني في نسبة نجاحها.
المصدر:
جريدة الرياض













