سرطان الثدي عند النساء قابل للكشف. وجراحته سهلة. والشفاء منه كامل إذا ضبط في وقت مبكر. ولكن كثيرا من النساء يجهلن هذه الحقيقة. فلم يعد يعني السرطان موتا حتميا.
وسبب السرطان مجهول. وتحوم الشبهات حالياً حول منشأ السرطان أنه بسبب خلل في الكود الوراثي، وطرق معالجته تقدمت من الجراحة إلى المعالجة الكيماوية والشعاعية والهرمونية، ومع انتشار مرض الإيدز انفتح الباب على عالم جديد لفهم تركيب المادة الوراثية. ورب ضارة نافعة.
واتصل بي أخ فاضل من منطقة عسير في جنوب المملكة يستشيرني في مريضة له أصيبت بورم في الثدي فهي تحت المراقبة الآن. وعندما قرأت التقرير عرفت أنها في طريقها للجراحة.
وعملية استئصال الثدي مشوهة لصدر المرأة، ولكن الجراحة التجميلية يمكن أن تتدخل فتحافظ على بقايا الثدي والحلمة، والتخلص من الورم الخبيث في ضربة واحدة.
وأعرف سيدة كشف عندها الورم الخبيث فاستؤصل، وعاشت بعده عشرات السنين، وماتت من انفجار أم دم أنورزما في أبهر الصدر، رحمة الله عليك أم عصام.
والأبهر هو الذي جاء تعبيره في القرآن (ثم لقطعنا منه الوتين)، والوتين هو أكبر شريان في الجسم، وهو الشريان الأبهر، الذي يخرج من القلب؛ فيغذي كل مكان بما فيه القلب.
وأعرف رجلاً من أقربائي كشف عنده ورم (قتاميني) خبيث وهو من أخبث الأنواع وهو مرض جلدي، ومن كشف عنده الورم لم يكن طبيبا بل امرأة حكيمة واعية من الجولان توازي مجموعة أطباء، فنصحته بالتخلص من الورم بسرعة، فأجريت له عملية قبل أكثر من عشرين سنة، وهو الآن في قمة النشاط والعطاء، وكل خال أو شامة كبرت في الحجم، وسقط منها الشعر، وبدأت في الحك والنزف فهي خطيرة، وإذا بدأت العقد اللمفاوية في المنطقة المجاورة للورم بالتضخم؛ فهي علامة شؤم متأخرة؛ لأن الورم يكون قد انتشر وضرب. وهرب من هرب؟
وما زلت أذكر الأستاذ (خالد الرفاعي) رحمه الله، الذي كان آية في الذكاء والتقوى، عندما عرض علي قصته في الورم الصباغي القتاميني، فقال كانت شامة ثم كبرت في ذراعي وأحسست بتورم في الأبط، فلما فحصته عرفت أنه في حالة خطيرة، ثم ذهب الرجل إلى ألمانيا، وكانت الحالة متأخرة، فافترسه الورم الخبيث في ستة أشهر، بأشد من افتراس كوكبة من الأسود لفريسة سمينة.
وفي يوم استدعاني رجل لرؤية أخيه الذي يشكو من ضعف عام ففحصته بشكل عام، وهي قاعدة طبية لكل طبيب يحترم نفسه، فلما وصلت إلى فحص البروستاتا (في الشرج؟) عنده، شعرت أنني ألمس قطعة من حجر الصوان الصلد؛ وكانت قد تسرطنت، ثم مات بعدها مدنفا في أشهر قليلة، فذاب قطعة قطعة مثل آيس كريم في شهر صيف قائظ.
وزميلنا السوداني طبيب الأطفال اختفى من المستشفى ثم قرأت نعوته على الجدار وكان سرطان رأس البانكرياس قد دمره تدميرا، وهو ما سمعته عن المفكر السوري زميلي تركي الربيعو، أما صديقي الدكتور اللاذقاني فقد مات هو وزوجته بالسرطان هي في البطن وهو في الصدر مع أنه لم يدخن قط؟؟
وأعرف رجلا من سورية تعرضت زوجته لانثقاب معدة، فلما فتح الجراح المكان رابه الأمر؛ فقطع المعدة وأرسل العينة إلى الفحص النسيجي، فكان الجواب (من مخبر لوزير صحة) لا خوف والنسيج طبيعي؟
ولم يكن كذلك؟ وكانت كارثة فقد أخطأ من أعطى الجواب، وهو برتبة وزير فكيف بالصغير؟
وفي ظني أنه ضائع بين السياسية والتصفيق للزعيم، أكثر من عمله في العيادة، ومن يشغل في عيادته أطباء ويكلفهم بالعمل ويلتفت إلى ملء جيبه، فهو لا يحترم مهنته ولا نفسه ولا المريض، وهي قضية لو حدثت في بلد راق يحترم نفسه لخسر الطبيب منصبه ورزقه، وسحبت شهادة الوزير المزيف..
ولكن جرى هذا في بلد ثوري أهم ما فيه حفظ الأمن، وآخر ما فيه صحة المواطن. وبعد الجراحة تردت حالة المريضة، فلما فتحوا البطن من جديد كان الورم قد انتشر بدون فائدة عمل أي شيء.
المهم، إن قصة الأورام مرعبة وحزينة، والنصيحة الطبية لكل امرأة تقدمت في السن، أن تفحص الثدي عندها، وكذلك عنق الرحم بانتظام. وأما الرجل فيجب أن يفحص الموثة أي البروستات.
وهناك الآن من فحوصات الدم ما تشير إلى احتمال التحول إلى الخبث؛ مثل اختبار PSA الذي يجب أن لايتجاوز رقم 4، وعلى الرجل والمرأة أن يفحصا أنفسهما كل ستة أشهر أو سنة بشكل عام، من صورة شعاعية للصدر أو تخطيط قلب أو فحص شامل لعناصر الدم.
وعندي صديقي يشكو من ارتفاع في الضغط وكولسترول الدم فكنت أسأله عن السكر فأنكر، وفي يوم اضطربت حالته بين أيدينا فأغشي عليه، فخشينا عليه وركضنا به إلى الإسعاف، فتبين أن سكره قد ضرب إلى 250 فانتبه إلى نفسه بعدها، ولم يعد يطلق العنان لشهوة البطن كما كان سابقا، وبدأ بممارسة الرياضة.
وقصة مرض السكر لها حكاية ثانية، ولكن الحركة بركة، والرياضة تكسر السكر، وتنشط المفاصل وتحيي القلب؛ فمن أراد أن يعيش طويلا صحيحا معافى في بدنه، فليمش كل يوم ساعة من ليل أو نهار، قبل طلوع الشمس أو قبل غروبها، "لعله يرضى". وهو ما أفعله أنا وكم تمنيت أن يرافقني واحد، ولكن لا من مجيب فالكسل لذيذ، أشهى من الشوكولاتة جالاكسي؟
المصدر:
أكدت دراسة طبية أن سرطان الغدد الليمفاوية يُعد أول الأورام السرطانية انتشاراً بين الرجال في المجتمع السعودي وفق إحصائيات لجنة الأورام، في حين يُعد ثاني الأمراض الخبيثة انتشاراً في الأوساط النسائية
وأوضح استشاري علاج الأورام ونائب رئيس قسم الأورام في المستشفى العسكري الدكتور على مطر الزهراني الذي أجرى الدراسة، أن سرطان الغدد الليمفاوية الذي انتشر حول العالم بشكل واضح، يمكن شفاؤه بإذن الله .. مشيراً إلى أهمية التوعية بهذا المرض في أوساط الأطباء والمرضى والمجتمع وان التوعية سوف تسهم في عملية الاكتشاف المبكر لهذا النوع من الأورام والقضاء عليه قبل تطوره.
وشدد الدكتور الزهراني على فعالية العلاجات البيولوجية التي ظهرت مؤخراً مثل المابثيرا الذي أحدث قفزة نوعية في طريقة علاج الأورام الليمفاوية بعد أن كان العلاج كيمائياً وإشعاعياً فقط. وبينت الدراسة ان المابثيرا يندرج تحت الاسم العلمي ريتوكسيماب ويعمل على استهداف الخلايا السرطانية المصابة دون غيرها من خلايا الجسم الأخرى، وتعرف تلك الآلية بالرصاصة السحرية وهو ما يميزه عن العلاجات الكيميائية التقليدية.
وأشار إلى أن خطورة السرطان الليمفاوي تتركز في سرعة انتشاره ونموه الشديد، موضحاً ان الورم الليمفاوي ينقسم إلى أربعة مراحل من حيث الخطورة، بحيث تكون نسبة الشفاء من المرض في المرحلة الأولى إكثر من 90 في المائة.. وتتناقص وتتضاءل هذه النسبة إلى ان تصبح 30 في المائة في المرحلة الرابعة . وأفاد الباحث ان سرطان الغدد الليمفاوية هو عبارة عن نمو عشوائي وسريع للخلايا يكون غير متحكم به في الغدد الليمفاوية، وهذا النوع من الأورام يظهر في جميع الأجزاء التابعة للجهاز الليمفاوي كالكبد والطحال ونخاع العظم، ومن أبرز أعراضه إرهاق عام في الجسم وارتفاع في درجة الحرارة، إلى جانب التعرق الليلي ووجود بعض الانتفاخات في الرقبة والإبط ومنطقة الحوض والبطن في بعض الأحيان.
المصدر:













