• 1
  • 2
  • 3

77 برنامجاً صحياً طموحاً قدمها المجلس شملت رعاية أمراض القلب والضغط والسكري

77 برنامجاً صحياً طموحاً قدمها المجلس شملت رعاية أمراض القلب والضغط والسكري

واحد وثلاثون عاماً مضت على إنشاء المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون استطاع خلالها تحقيق العديد من الإنجازات والتطلعات وتنسيق الجهود في توحيد السياسات الصحية في هذا القطاع الحيوي الهام.. فتجربة مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون تجربة فريدة من نوعها ونموذج يُجسِّد لما يجب أن يكون عليه التعاون والتنسيق بين الدول الشقيقة وإقامة العلاقات البناءة المثمرة.. لذا فقد كان لنا هذا الحوار مع الدكتور توفيق بن أحمد خوجة المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون.. لنتعرف على مسيرة هذا التعاون الصحي والنجاحات التي حققها المجلس منذ إنشائه.

حيث بدأ د. خوجة اللقاء بالحديث عن توصيات اجتماعات المجلس قائلاً:

لقد عقد مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون (61) اجتماعاً آخرها في دولة الكويت يومي الثلاثاء والأربعاء 4- 5 محرم الحالي اتخذ خلالها العديد من القرارات والتوصيات في الكثير من البرامج الصحية نحو تطوير مسيرة العمل الصحي الخليجي المشترك وإنني هنا لا بد أن أثني على جهود أعضاء اللجان العاملة في هذه البرامج الذين يقومون بجهود مخلصة وعمل دؤوب من إعداد للدراسات المتكاملة وذلك نحو التنفيذ الدقيق للقرارات والتوصيات التي أصدرها المجلس والتي تناولت شتى الموضوعات الصحية التي تهم المواطن في بلدان الخليج، ولا شك أن المناقشات الجادة والمداولات المتعمقة لأصحاب المعالي الوزراء ساهمت في توضيح معالم المسيرة على الطريق الذي ينتهجه هذا المجلس طوال السنوات الماضية.

ولقد تم مؤخراً استحداث العديد من البرامج مثل برامج رعاية مرضى الأمراض المزمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم والسكري والصحة النفسية والرعاية الصحية المبنية على البراهين وأخلاقيات المهن الصحية وتحسين وقياس أداء النظم الصحية وتحسين جودة الخدمات الصحية وسلامة المرضى وكذلك الرعاية الصحية الأولية وبرنامج الصحة المدرسية والتوعية الصحية وبخاصة برنامج سلامتك وموضوع التدخين وتطوير وتحديث برنامج مكافحة السرطان وتطوير الأداء في برنامج العمالة الوافدة، والتوسع في برنامج الشراء الموحد ومتابعة الدواء ما بعد التسويق والآثار الجانبية للدواء والأخطاء الدوائية وتطوير الخدمات التمريضية والدراسات والبحوث الصحية كما استحدثت أيضاً خلال هذا العام ثلاثة برامج حول الصحة والسلامة المهنية وصحة المراهقين والشباب وصحة الفم والأسنان، حيث إن إستراتيجية تطوير العمل بالمكتب التنفيذي تقوم على مواصلة العمل في بعض اللجان القائمة وتنشيط البعض الآخر واستحداث لجان جديدة وإنهاء أعمال بعض اللجان خصوصاً تلك التي بدأت مع إنشاء المجلس في السبعينيات أو عملت في الثمانينيات والتسعينيات والتي قطعت شوطاً متقدماً في سبيل تحقيق أهدافها أو انتهت نشاطاتها وبرامجها.

* ما أهمية تأسيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون؟ وما هي الأهداف التي يسعى المكتب التنفيذي إلى تحقيقها..؟

- 31 عاماً مضت على إنشاء المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون استطاع خلالها أن يحقق العديد من الإنجازات والتطلعات وتنسيق الجهود في توحيد السياسيات الصحية في هذا القطاع الحيوي الهام.

فقد كانت بداية هذا المكتب بادرة من المملكة العربية السعودية عندما طرحت الفكرة آنذاك على معالي وزراء الصحة بدول الخليج أثناء اجتماعهم في جنيف عام 1395هـ الموافق مايو 1975م وذلك على هامش اجتماعات الجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية، وقد عُقد أول لقاء بين معالي وزراء الصحة بدول الخليج في شهر صفر 1396هـ الموافق فبراير 1976م في مدينة الرياض وقد اتفق معالي الوزراء على ضرورة عقد اجتماعات دورية فيما بينهم لمناقشة المسائل الصحية التي تهم الدول الأعضاء بغرض رفع مستوى الخدمات الصحية التي تقدم للمواطنين على ضوء التجارب المحلية والإقليمية والدولية، ومن هذا المنطلق أنشئ مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الذي هو بذرة إنشاء الأمانة العامة لدول المجلس التي أُنشئت عام 1981م.

ولعل من العوامل التي ساعدت المكتب في نجاح وأداء مهامه هي توفيق الله عز وجل أولاً ثم الترابط الأخوي بين الدول الأشقاء وسمو الهدف والمنطلق.. فمجلس وزراء الصحة له رسالة واضحة تنطلق من أن دول مجلس التعاون تكوّن فيما بينها إقليماً واحداً في لغته العربية وسكانه ومعتقداته الإسلامية، متقارباً في جغرافيته وتاريخه وبيئته وموارده الاقتصادية وظروفه الاجتماعية والثقافية، متشابهاً في عاداته وتقاليده.. كان من مصلحتها جميعاً في حاضرها ومستقبلها توحيد جهودها في مختلف مناحي الحياة لمواجهة المتغيرات السريعة والمتلاحقة وتحولات العصر وحركة التطور غير المسبوقة.. ومن منطلق حتمية العمل الجماعي المشترك نبعت فكرة مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون كأول المجالس الخليجية المتخصصة حيث تأسس عام 1396هـ (1976م).. وهكذا بدأت مسيرة العمل العربي الخليجي للتنسيق بين الدول الخليجية في المجال الصحي وليتلاحم هذا المجلس مع محيطه الأوسع مشكلاً رافداً قوياً من روافد الجهد العربي المشترك ومجسداً بذلك وحدة المنطلق والهدف والمصير لتحقيق الرسالة الصحية الخليجية على أحسن مستوى والتي تتضمن:

- تنمية التعاون والتنسيق بين الدول الأعضاء في المجالات الصحية الوقائية والعلاجية والتأهيلية.

- نشر الوعي الصحي بين مواطني المنطقة مع مراعاة ظروف البيئة والأعراف والتقاليد الاجتماعية والتعاليم الإسلامية.

- تحديد مفاهيم القضايا الصحية والعلمية المختلفة والعمل على توحيدها بدول المجلس مثل صحة الأسرة، الرعاية الصحية، الجودة النوعية، حماية البيئة، التخطيط الصحي... إلخ.

- تقييم ما هو سائد من نظم وإستراتيجيات في مجال الخدمات الصحية مع تدعيم التجارب الناجحة بدول المجلس والاستفادة منها في باقي الدول الأعضاء.

- فتح قنوات الالتقاء مع التجارب العالمية والتنسيق مع المنظمات العربية والدولية العاملة في المجال الصحي.

- الحصول على دواء آمن وفعال وجودة عالية وبأسعار مناسبة من خلال برنامج الشراء الموحد للأدوية والتجهيزات الطبية وبرنامج التسجيل الدوائي المركزي الخليجي للشركات الدوائية ومنتجاتها.

- تنظيم عقد المؤتمرات والندوات والدورات التدريبية لرفع قدرات الكوادر الطبية الوطنية، وغيرها من الأهداف التي قطع المجلس شوطاً كبيراً في سبيل تحقيقها وقفزت بخطوات واثقة للوصول إلى مراميها..

* التحديات التي تواجهها النظم الصحية والتطلعات المستقبلية لنظام الرعاية الصحية الوطنية, كيف تراهما باعتبارهما ركيزة العمل الصحي وما الشيء الذي توصلتم إليه في هذا الجانب؟

- نظراً لحساسية هذا الموضوع وطبيعة الوضع الذي تمر به المنطقة الآن نحو بلورة أنظمة صحية جديدة تتجاوب مع تطلعات ولاة الأمر - حفظهم الله - واحتياجات المواطن الخليجي وتتواكب مع النظم الصحية العالمية المتطورة وتعالج القضايا الصحية الملحة وتغيير نمط الأمراض ووبائياته مع تعديل الهياكل القائمة، ولهذا فقد عقد معالي الوزراء اجتماع الطاولة المستديرة لمجلس وزراء الصحة في المنامة بمملكة البحرين العام الماضي والذي يعتبر الأول من نوعه في تاريخ اجتماعات وزراء الصحة بدول مجلس التعاون، وجاء الهدف من هذا الاجتماع لمناقشة موضوع هام للغاية حول التحديات التي يواجهها النظام الصحي وما هي التطلعات المستقبلية لنظام الرعاية الصحية الوطنية، وما هي الفرص المتاحة للعمل معاً من أجل التركيز على التطلعات ومواجهة التحديات، وكذلك استعراض الوضع الحالي في دول المجلس وتبادل الخبرات والمرئيات وتعزيز أطر التعاون فيما بينها على طريق تطوير النظم الصحية فيها، واستعراض الوزراء خلال المناقشات التي دارت العديد من القضايا الهامة مثل أهمية تحقيق جودة الخدمات الصحية وتفعيل دور أكبر للرعاية الصحية الأولية وطب الأسرة وكيفية مقابلة الطلب في مواجهة الأمراض وأنماطها المتغيرة، وظهور أمراض جديدة وانبعاث أخرى، إضافة إلى تنمية الموارد البشرية، وفي نفس الوقت ركزت المناقشات على أهمية الحصول على وتحقيق الرضا المستفيد من الخدمة وسبل تمويل الخدمات ودور وزارة الصحة من جانب التخطيط والتنفيذ والإشراف على خدمات المستشفيات والمراكز الصحية، تلك هي التحديات الرئيسة التي تواجه النظم الصحية.

أما التطلعات المستقبلية فيما يتعلق بنظام الرعاية الصحية الوطنية فقد تضمنت المناقشات عدة موضوعات تتعلق بالأهداف المرجوة من ناحية الجودة والحصول على الرعاية ومناقشة سبل تمويل نظام الرعاية الصحية، وما هو دور الحكومة والقطاع الخاص والكيانات المستقلة في نظام الرعاية الصحية، إضافة إلى توفير الرعاية من حيث نوعية العمل، وملكية وإدارة المستشفيات والمراكز الصحية.

وفي ختام المناقشات أكد الوزراء على انتهاج السياسات التطويرية لعملية إصلاح النظام الصحي بحيث يستفاد من خبرات وزارات الصحة بدول مجلس التعاون على أن يؤخذ في الاعتبار كافة العوامل الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية وبما يتلاءم مع حاجات السكان وتطلعاتهم ويضمن التوازن بين تكاليف الخدمات الصحية المتزايدة وتقديم خدمات صحية ذات جودة عالية، إضافة إلى التأكيد لإقامة نظم معلومات صحية حديثة ومتطورة تلبي حاجات الإصلاح في القطاع الصحي وتتماشى مع متطلبات العصر والمستجدات التكنولوجية، وتشجيع إجراء بحوث النظم الصحي وإيلاء التخطيط الإستراتيجي الأهمية التي يستحقها.. وقد أقر الوزراء أيضاً خلال جلساتهم دعم الجهود الرامية إلى تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في المجال الصحي لتخفيف العبء على النظام الصحي الحكومي وعلى اعتبار أن القطاع الخاص شريك أساسي في التنمية الصحية إلى جانب إقرار عقد حلقة عمل خليجية خلال شهرين يشارك فيها وكلاء وزارات الصحة ومستشارو الإدارة الصحية لتدارس أساليب مواجهة هذه التحديات التي تواجه النظم الصحية والحلول المقترحة لمواجهة تلك التحديات وجدولتها بخطة زمنية محددة بحيث يتم اختيار موضوعين أو ثلاثة لتكون أساساً للمناقشة والدراسة مع وضع تصور خليجي متكامل بشأنها يتم عرضه بصفة دورية على المجلس لاتخاذ الخطوات المناسبة بشأنه.

* بعد مرور نحو 31 عاماً من عمر المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون ما هو تقييمكم لمسيرة الإنجازات التي تحققت؟

- بعد مرور 31 عاماً على إنشاء المكتب التنفيذي تبنى المكتب التنفيذي العديد من البرامج بلغ مجموعها سبعة وسبعين برنامجاً بعضها انتهى ومعظمها مستمر إضافة إلى البرامج التي تم استحداثها مؤخراً وأشرت إليها سابقاً وتعتبر حصيلة دراسات اللجان الفنية ومجموعات العمل والندوات وحلقات العمل والمؤتمرات العلمية التي نظمها المجلس خلال هذه الفترة ومن أبرز هذه الإنجازات ما يلي:

صدور النظام الأساسي للمجلس

أقر أصحاب المعالي وزراء الصحة بدول المجلس ولله الحمد النظام الأساسي للمجلس واللوائح الداخلية التنظيمية بما يخص الجوانب المالية والإدارية وذلك خلال مؤتمرهم الرابع والخمسين، الذي عُقد في أبو ظبي خلال شهر يناير 2003م وذلك بعد 27 عاماً مضت على إنشاء هذا المجلس.

جودة الرعاية الصحية وسلامة المرضى

لقد أصبح مبدأ تحقيق جودة الرعاية الصحية مطلباً أساسياً تحرص عليه جميع الدول وتؤكد عليه توجهات منظمة الصحية العالمية، ولقد قطع المكتب التنفيذي شوطاً كبيراً في مجال الجودة الصحية خلال السنوات الأخيرة.. حيث تم وضع أولويات استحداث (برنامج خليجي لضمان الجودة) يتوافق مع المتطلبات والمستجدات والمتغيرات عالمياً وإقليماً ومحلياً وذلك من خلال الدراسة التقويمية للمكتب والتي أُعدت أوائل عام 2002م.

ومن هذا المنطلق فإن السلامة تُعد مبدأ أساسياً في رعاية المرضى وعنصراً حاسماً في إدارة الجودة .. وأقرت منظمة الصحية العالمية مبدأ جودة الرعاية: سلامة المرضى وحثت الدول الأعضاء على إيلاء أقصى اهتمام ممكن لمشكلة سلامة المرضى، وبالنظر إلى الاهتمام الدولي الواسع النطاق بهذا الموضوع فلقد تم إنشاء تحالف دولي لسلامة المرضى يجمع ما بين البلدان والهيئات المعنية والخبراء المهنيين من أجل تعزيز سلامة المرضى في الدول الأعضاء.

ومن خلال منظومة التعاون البنَّاء ما بين المكتب الإقليمي للصحة العالمية لشرق المتوسط والمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون فقد تم عقد لقاء تشاوري بين بلدان الإقليم حول سلامة وأمان المرضى شارك فيه مجموعة من الخبراء في هذا المجال من دول الإقليم وعدد من المتخصصين بالمكتب الرئيس للمنظمة في جنيف وعقد هذا اللقاء في نوفمبر من عام 2004م بدولة الكويت، كما أنه صدر عنها (إعلان الكويت لسلامة المرضى) وقيام المركز الإقليمي المتعاون لسلامة المرضى بدولة الكويت للإشراف على هذه الفعاليات بين دول المجلس وشرق المتوسط.

الرعاية الصحية المبنية على البراهين

الهدف الرئيس للرعاية الصحية المبنية على البراهين هو أن تبنى قرارات الرعاية الصحية على أفضل ما يتوفر من البراهين عن فعالية وجدوى كافة التداخلات الطبية الممكنة لإيجاد أيسر الوسائل لأعضاء الفريق الطبي لتقديم أفضل مستويات الرعاية بصورة علمية موثقة وبأقل التكاليف الممكنة ولقد تزايد في العالم الغربي استخدامات الطب المبني على البراهين من قبل مقدمي الخدمات الصحية والمستفيدين منها بشكل فاعل ومتبصر في اتخاذ القرارات المتعلقة بصحتهم، كما يتزايد تأثيره على مخططي السياسات الصحية وعلى ما يتخذون من قرارات.

النظم الصحية وتقييم أدائها

المقصود بالنظام الصحي هو مجموع المنظمات والمؤسسات والموارد المكرسة للتداخلات الصحية، وإذا كان تحسين الصحة هو الغرض الرئيس لأي نظام صحي فإنه ليس بالغرض الوحيد، كما أن الغرض ينقسم إلى شقين: بلوغ أفضل مستوى صحي (الجودة) والحد قدر الإمكان من الفوارق القائمة بين الأفراد والجماعات في تيسير حصولهم على الرعاية الصحية.

ولقد كان للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة نشاط متميز في هذا الموضوع وخصوصاً في إطار التعاون مع المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط حيث قام المكتب الإقليمي بالمشاركة في الحلقة الإقليمية التي عقدت في اليمن حول الحسابات الصحية الوطنية وذلك في الفترة من 14-18 ربيع الأول 1426هـ الموافق 23-27 أبريل 2005م.

المسح الصحي العالمي

يهدف برنامج المسح الصحي العالمي إلى إنشاء نموذج مسح صحي ذي صلاحية وواقعية وقدرة على المقارنة لموضوعات ذات أولوية، يمكن أن تستخدمها الدول كجزء متكامل مع أنظمتها المعلوماتية الصحية وبأسلوب فعال من ناحية التكاليف.. كما يهدف إلى إنشاء مجموعة من أدلة الجودة النوعية والتقارير الإستراتيجية (والمتضمنة زيارات من قبل المستشارين الفنيين) لضمان تصميم وتنفيذ المسح الصحي.. ويؤدي ذلك إلى إنشاء إستراتيجية لبناء الخبرات والمقدرات الوطنية لإعداد المسوحات وإنشاء برامج مستقرة طويلة الأجل.. بالإضافة إلى تشجيع تكوين اتصالات فاعلة ما بين الشبكات الدولية والإقليمية لبناء القدرات البحثية إقليمياً ووطنياً.. وإعداد برنامج ديناميكي لجمع البيانات له القدرة على الاستمرارية.

ولقد تم عقد أربع حلقات عمل للمسح الصحي العالمي شارك فيها خبراء من المكتب الرئيس - الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية, وصندوق الأمم المتحدة للسكان علاوة على ممثلي دول مجلس التعاون.

الأمراض غير المعدية

خلال العقود الأخيرة شهدت دول المجلس تغيرات اجتماعية واقتصادية هائلة كان لها تأثير كبير على صحة المواطنين وأدت هذه التغيرات إلى تحول ملموس في النمط العام للأمراض، وتعود الناس على أساليب حياتية وعادات معيشية وغذائية جديدة نجم عنها انتشار البدانة والتراخي البدني وانحسار ممارسة الرياضة وانتشار التدخين وزيادة الإجهاد الفكري والتوتر العصبي، وهذه جميعاً تسببت في زيادة معدلات الإصابة بالأمراض القلبية والوعائية والسكر والسرطان، وعلى هذا الأساس فإن المكتب التنفيذي قد أخذ على عاتقه استحداث اللجنة الفنية المتخصصة لمناقشة كل هذه الموضوعات وذلك نحو إعداد برنامج للوقاية من الأمراض المزمنة يضع في المقام الأول هدف تغيير النمط السلوكي وتوعية الناس لتغيير أساليب معيشتهم (التغذية - الرياضة - الإقلاع عن التدخين - الكشف الدوري للاكتشاف المبكر للإصابة بضغط الدم المرتفع والداء السكري وزيادة الكولسترول.. وهي العوامل الرئيسية المسببة لأمراض القلب والشرايين) والعمل على تنفيذ هذا المشروع من خلال برنامج وطني تشرف عليه كل دولة من دول المجلس وأيضاً المراقبة الوبائية والرصد والتقييم لهذه المجموعة من الأمراض مع متابعة تحليل مؤشراتها الإحصائية ونتائجها وتقييم التقدم الذي أُحرز بصفة دورية.

أمراض القلب والأوعية الدموية

يلاحظ أن مرض القلب التاجي وارتفاع ضغط الدم هما أكثر هذه المجموعة انتشاراً في الوقت الحاضر، وقد تأكد منذ سنوات أن هذه الأمراض تمثل عبئاً متزايداً على الخدمات الصحية في دول المجلس مثلها مثل سائر دول الإقليم والعالم أجمع وتسبب قدراً هائلاً من المعاناة وعبئاً كبيراً على تكاليف الرعاية الصحية.

لذا فقد أخذ المكتب على عاتقه استحداث لجنة لمكافحة الأمراض القلبية والوعائية بدول المجلس ووضعت اللجنة برنامجاً لتطوير خدمات أمراض القلب والشرايين بالدول الأعضاء حيث عقد المؤتمر الخليجي الأول لأمراض القلب والأوعية الدموية بالدوحة في دولة قطر خلال شهر يناير من عام 2002م وعقد المؤتمر الثاني في مسقط خلال شهر ذي الحجة 1425هـ - يناير 2004م والمؤتمر الثالث بالرياض في فبراير 2005م، ولقد أصدر مجلس وزراء الصحة قراره رقم (3) للمؤتمر (59) باعتماد الدليل الاسترشادي (لمتلازمة أمراض القلب الوعائية الحادة) وكذلك البدء المرحلي في تسجيل أمراض القلب.

الداء السكري

قام المكتب التنفيذي باستحداث لجنة أخرى لمكافحة الداء السكري وتفعيل دورها وذلك بتحديد وتحديث حجم المشكلة على المستوى الوطني بكل دولة من دول المجلس وتشجيع دراسة وبائيات هذا المرض بين مختلف الأعمار ومراجعة خطط مكافحة المرض ومضاعفاته لتتناسب مع الوضع في المنطقة بما في ذلك برامج الوقاية الأولية لتجنب المرض والوقاية الثانوية بالفحص الدوري والوقاية الثالثة لتوخي وعلاج المضاعفات وأخيراً تأهيل الحالات التي أصيبت فعلاً بالعجز أو الإعاقة، ولقد عقدت هذه اللجنة ستة اجتماعات حتى الآن كان لها المردود الجيد في إعداد تصور شامل ومتابعة دورية لمتطلبات الوقاية والمكافحة من مختلف الجوانب الفنية والعلمية والتدريبية.

مكافحة السرطان

يتولى المركز الخليجي لتسجيل السرطان رصد حالات السرطان المكتشفة وطبقاً للنماذج السابق الاتفاق عليها، التي أُقرت من الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان ومركز بحوث السرطان التابع لمنظمة الصحة العالمية بالإحصائيات السكانية حتى يمكن حساب معدلات الإصابة بكل دولة في مختلف العمر، وجارٍ التنسيق بين القطاعات الصحية الحكومية والأهلية لتنفيذ برامج الوقاية والمكافحة والعلاج والتأهيل لحالات السرطان، وبصفة خاصة مع الاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان.

الرعاية الصحية الأولية

حرص المجلس منذ إنشائه على إيلاء العديد من المواضيع التي تندرج في إطار الرعاية الصحية الأولية وبخاصة ما يتعلق بصحة الأم والطفل ومشاكل البيئة والتغذية, وشكَّل المكتب التنفيذي لجنة متخصصة أصبحت تُسمى فيما بعد اللجنة الفنية الخليجية للرعاية الصحية الأولية حيث قامت بوضع أسس الرعاية الصحية الأولية لدول المجلس وبما يناسبها ومفهوم موحد للرعاية الصحية الأولية فيها, ووضع برامج تدريبية مناسبة للكوادر العاملة في هذا المجال والطلب من كليات الطب لتأهيل خريجيها على هذه المهام, ووضع توصيف وظيفي لمهام ومسؤوليات العاملين بمجال الرعاية الصحية الأولية.

وتواكب الدعم المتنامي والمستمر للرعاية الصحية الأولية ومختلف برامجها والعاملين فيها إضافة للقرارات التطويرية التي اتخذتها المؤتمرات المتعاقبة للمجلس عن إنشاء شبكة لمراكز الرعاية الصحية الأولية على امتداد دول المجلس وتوفير مستلزماتها كما واكب ذلك صدور العديد من الأنظمة والتعليمات بما يدعم عمل هذه المراكز ويساعدها على أداء المهام المنوطة بها وتحقيق الأهداف التي أوجدت من أجلها لا سيما لجهة ضمان شمولية الوصول لخدمات هذه المراكز لكل مستحقيها في كل تجمع سكاني وإيلاء الفئات الأكثر عرضة للخطر في المجتمع من (الأطفال - الأمهات - المسنين - المعاقين - المراهقين) أهمية متزايدة والأخذ بكل المستجدات الحديثة في مجال الجودة وتحقيق الربط من خلال أنظمة إحالة فعالة بين مراكز الرعاية الصحية الأولية ومستويات الخدمة الثانوية والمتخصصة والسعي لرفد المراكز الصحية بالكوادر المؤهلة في طب العائلة كون هذه الفئة تشكل حجر الزاوية في تقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية.

كما توالت اجتماعات اللجنة الخليجية للرعاية الصحية الأولية وقد بلغ عدد اجتماعات اللجنة منذ ما ينوف على عقدين من الزمن وحتى تاريخه أربعة عشر اجتماعاً إضافة لما عقدته اللجنة من حلقات عمل وندوات تدريبية كما عقدت خمسة مؤتمرات خليجية في كل من البحرين وعمان والإمارات والكويت كان آخرها المؤتمر الخامس بدولة قطر 2005م.. وسيعقد المؤتمر السادس بحول الله في المملكة العربية السعودية نهاية شهر إبريل وأوائل شهر مايو 2007م.

مكافحة التدخين

بالإضافة إلى ما سبق اتخاذه من إجراءات وقرارات لمكافحة التدخين في السنوات السابقة توجت ولله الحمد بصدور (39) قراراً حتى نهاية هذه الدورة يمكننا أن نسلط الضوء على أهم ما اتخذ خلال الفترة الماضية وحتى تاريخه:

- تم طرح موضوع مكافحة استخدام الشيشة والمطالبة بفرض رسوم جمركية على إرساليات الشيش، تعادل رسوم التبغ 100%.

- جارٍ كذلك المطالبة بزيادة التعرفة الجمركية على التبغ ومشتقاته إلى 150%.

- وصل عدد الدول التي صدَّقت على الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ إلى 4 دول (الإمارات - السعودية - قطر - عمان).

- عقدت اللجنة الخليجية لمكافحة التبغ اجتماعها السادس عشر في مملكة البحرين حيث تم تحديث إستراتيجية مكافحة التبغ بدول مجلس التعاون وكذلك الخطة التوعوية الخليجية مع أخذ بنود الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ بعين الاعتبار، وهي الآن معروضة على المؤتمر الثاني والستين لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون.

- كما قامت المملكة العربية السعودية مشكورة باستضافة الندوة (12) لمكافحة التبغ خلال شهر نوفمبر 2006م.

الخدمات التمريضية بدول المجلس

أولى مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون اهتماماً خاصاً بالخدمات التمريضية منذ إنشائه حتى الآن.. وتجدر الإشارة إلى أنه منذ تشكيل اللجنة الفنية الخليجية للتمريض تم عقد عشرين اجتماعاً لأعضاء اللجنة وآخرها في مملكة البحرين (مارس 2006م)، وكذلك عقدت سبع ندوات آخرها في شهر يناير 2007م بدولة الإمارات العربية المتحدة تحت عنوان: (سلامة المرضى.. مسؤولية تمريضية).

كما أنه يتم كل عامين على هامش الندوة توزيع جائزة نسيبة بنت كعب للفائزين بها من الدول الأعضاء بواقع اثنين من كل دولة ليتم تكريمهم أثناء فعاليات الندوة.

كما أصدر الوزراء قراراً بإنشاء المجلس الخليجي للاختصاصات التمريضية بدولة قطر لما له من انعكاسات إيجابية للارتقاء بمستوى التعليم التمريضي التخصصي وبما يحقق جودة الرعاية التمريضية وتطوير المهنة بدول المجلس.

المصدر:

  • جريدة الجزيرة

النساء الأكثر شجاعة في العالم ... العمودي «ضحية» السرطان وتحاربه

النساء الأكثر شجاعة في العالم ... العمودي «ضحية» السرطان وتحاربه

انضمت المواطنة السعودية الدكتورة سامية العمودي (الأربعاء 8/3/2007) إلى مجموعة السعوديات اللاتي حققن شهرة عالمية استحقت التكريم على المستوى الدولي. فقد تسلمت العمودي، وهي طبيبة متخصصة في أمراض النساء والولادة، جائزة الشجاعة النسائية في العالم، ممثلة لمنطقتي الشرق الأوسط والأدنى، وذلك تقديراً لشجاعتها وجَلَدِهَا بعدما اكتشفت إصابتها بسرطان الثدي في نيسان (ابريل) الماضي.

بعد إصابتها بسرطان الثدي في نيسان (أبريل) الماضي، عمدت د. سامية العمودي إلى نشر سلسلة من المقالات، في وسائل الإعلام السعودية عن خطورة المرض، وأهمية التوعية من أجل الكشف المبكر عنه، ما دفع وزارة الخارجية الأميركية الى اختيارها واحدة من أشجع عشر نساء في العالم، لجهودها في كسر حاجز الصمت، ورفع الوعي بين أفراد المجتمع من مخاطر هذا المرض وطرق اكتشافه مبكراً.

الاستشارية في طب النساء والتوليد وأطفال الأنابيب، حصلت على جائزة الشجاعة في العالم بعدما شاركت أكثر من ثمانين امرأة، رُشحن الى هذه الجائزة، بصفة أنها «استطاعت إحداث تغيير في مجتمعاتها».

وترى العمودي «أن شجاعة المرأة السعودية تكمن في تحدي سياسة الصمت التي تصوّر الخوض في هذه الأمور عيباً، والعرف الذي يحرم مناقشتها. وتحدي الأعراف غير المنطقية يحتاج إلى قوة كبيرة مستمدة من القناعة الذاتية بأهمية ما نقوم به».

وحول خططها المستقبلية بعد نيلها الجائزة تقول العمودي: «سأعمل على تكثيف الجهود في مجال نشر الثقافة الطبية، إضافة إلى تفعيل برنامج الشراكة الشرق أوسطية للتوعية من سرطان الثدي. أريد أن أستفيد من الجائزة في رفع الصوت عالياً من أجل نشر أهمية الفحص المبكر للأورام».

تعتمد العمودي على وسائل الإعلام كافة، في نشر ثقافة الوعي في المجتمعات كافة، وتقول: «للإعلام قوة قادرة على قلب حكومات وتغيير مجتمعات، ولذلك يجب استغلاله بهدف التوعية».

وترى العمودي أن التلفزيون والإعلانات الحية وسيلة ناجعة لا بد من استغلالها بهدف توعية المرأة التي لا تقرأ، أو تتابع مواقع الإنترنت: «علينا أن نصل إلى جميع النساء، حتى في مطابخهن». وتلفت إلى أن التوعية تلعب دوراً أساسياً في الكشف المبكر للسرطان، وهذا يرفع معدلات الشفاء ويعمل على توفير موارد الدولة، خصوصاً أن الاكتشاف المتأخر للمرض وعلاج الحالات المتقدمة مرتفع التكاليف ويرهق موازنة الفرد والدولة، وتؤكد: «إن الاكتشاف المبكر للمرض يحسن فرصة الشفاء منه بمعدلات تصل إلى 98 في المئة».

وتضيف العمودي: «للأسف الشديد فان 70 في المئة من حالات سرطان الثدي في السعودية لا تُشخص إلا في المراحل المتقدمة من المرض». وتوضح: «أن الإحصاءات في السعودية تشير إلى أن 30 في المئة من المصابات بمرض سرطان الثدي تقل أعمارهن عن 40 عاماً، في حين أن معدلات إصابة السيدات دون الأربعين عاماً في الغرب تمثل 7 في المئة فقط».

وتؤكد العمودي أن السعودية بحاجة إلى إجراء بحوث علمية في مختلف الجوانب المتعلقة بهذا المرض، لمعرفة السبب الرئيسي في ارتفاع معدلات الإصابة به بين صغيرات السن. وتلفت إلى أن الشراكة الشرق أوسطية للتوعية بهذا المرض تلعب دوراً مهماً لتقصي أسباب انتشاره في السعودية، إضافة إلى «عقد دورات تهدف إلى تبادل الخبرات، وتدريب السيدات على فحص أنفسهن ذاتياً».
 

المصدر:

  • جريدة الحياة

الكنهل يطالب بقوانين وأحكام رقابية للحد من الأمراض المزمنة والتسرطن

الكنهل يطالب بقوانين وأحكام رقابية للحد من الأمراض المزمنة والتسرطن

طالب الرئيس المكلف للهيئة العامة للغذاء والدواء الدكتور محمد الكنهل بوضع القوانين و (التشريعات) والأحكام الرقابية على الغذاء في مراحل التداول المختلفة من الإنتاج وحتى الاستهلاك، وعلى الدواء والأجهزة الطبية في مرحلتي قبل وبعد التسويق. للحد من الأمراض المزمنة والتسرطن.

وقال في تصريح لـ"الوطن" إن الهيئة العامة للغذاء والدواء جهة رقابية لها دور هام في الحد من الأمراض المزمنة ومن الآثار السلبية للمواد الغذائية غير الصحية المسببة لها إضافة لدورها في توعية كافة الفئات المعنية بإنتاج الغذاء وتصنيع وتسويق الغذاء والدواء والأجهزة الطبية، وكذا جميع فئات المجتمع من مستهلكين أو مستخدمين، و تبني التوجهات الحديثة ومواكبة التطورات في التقنيات والعادات الغذائية والصحية لزيادة ضمان سلامة وجودة الغذاء وفعالية ومأمونية الدواء ودقة الأجهزة الطبية، مضيفا أن دور الهيئة العامة للغذاء والدواء كجهة رقابية يكتمل بالتعاون مع كافة شركائها من منتجين ومصنعين ومسوقين ومستهلكين للغذاء ومصنعين ومسوقين ومستخدمين للدواء أو للأجهزة الطبية.

وألقى الكنهل باللوم على الإعلام في إعلانات الوجبات السريعة الموجهة للأطفال بشكل مباشر باستغلال الشخصيات الكرتونية المحببة لهم في الإعلان وقال إن هذه الحملات مكثفة وموجهة بشكل كبير للأطفال بينما في بعض الدول الغربية يمنع استغلال الشخصيات الكرتونية بالترويج للوجبات السريعة مثل السويد وغيرها، مشيرا إلى أن دور الهيئة هو الشراكة مع الجمعيات الصحية والقطاع الخاص في التوعية من الأمراض المزمنة.

وكان الكنهل قد تناول في ورقة العمل التي ألقاها في الندوة السعودية الخليجية للأمراض المزمنة والملتقى الأول للجمعيات الصحية المتخصصة "الوقاية من الأمراض المزمنة استثمار حيوي" والمقامة في الظهران ـ تناول الأمراض المزمنة والمنتشرة في المملكة وكيفية الحد منها عن طريق الغذاء والدواء ومنها أمراض القلب والسرطان وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة وأمراض السكري والاعتلال الجيني والاعتلال العقلي والاعتلال البصري والسمعي، وقال إنه يمكن الحد من الأمراض المزمنة بالمملكة عن طريق تلافي مسبباتها بالغذاء الصحي.

المصدر:

  • جريدة الوطن

تداعيات «حرب الخليج» والنشاط الصناعي سبّبا زيادة الإصابة بالسرطان في «الشرقية»

تداعيات «حرب الخليج» والنشاط الصناعي سبّبا زيادة الإصابة بالسرطان في «الشرقية»

أثار الكشف عن ارتفاع نسب الإصابة بالسرطان في المنطقة الشرقية، جدلاً بين المشاركين في مؤتمر «السرطان 2007» الذي انطلق أمس في الخبر. وعزا أطباء مشاركون في فعاليات المنتدى الذي يستمر يومين، الارتفاع إلى تداعيات حرب الخليج الثانية والنشاط الصناعي في المنطقة.

وكان رئيس المؤتمر الدكتور إبراهيم الشنيبر، كشف في كلمة ألقاها خلال افتتاح المنتدى، أن المنطقة الشرقية «تحوي أكبر عدد من حالات سرطان الثدي، بحسب إحصاءات السجل الوطني»، موضحاً أن «سرطان الثدي أكثر الأمراض السرطانية شيوعاً في المملكة ويحتل المرتبة الأولى، ويبلغ عدد المصابات به من النساء نحو 20 في المئة من مجمل الإصابات بمرض السرطان، فيما تكثر الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية بين الرجال، بنسبة تسعة في المئة».

من جانبه، قال نائب أمير الشرقية الأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد بعد افتتاحه «المؤتمر العلمي العالمي الثاني لمرض السرطان»: «إن الإسلام نظام متكامل يشمل الحياة والآخرة، ويحث على العلم والتعلم، ومنه استقى علماء هذه الأمة القدامى منهجهم، وأصبحوا رواد البحث العلمي المعتمد على الملاحظة والتجربة»، مضيفاً ان «التطور الذي تشهده بلادنا في جميع المجالات، يُقرُّ به الجميع، وبخاصة في المجال الصحي، وكذلك الاهتمام بالبحوث العلمية الطبية، حيث تقام الندوات والمؤتمرات من أجل ذلك»، معتبراً المؤتمر «تأكيداً على مبدأ المشاركة والتفاعل، وقدرتنا على القيام بأمر يساهم في إسعاد البشرية، فالرغبة في البحث وتأكيد الذات ثروة، يجب أن تستثمر بشكل يُجني ثماره».

وعلى رغم ان الإحصاءات التي أوردها رئيس المؤتمر نقلاً عن السجل الوطني تعود إلى نحو سبعة أعوام، إلا أنها أثارت جدلاً حول أسباب ارتفاع نسبة الإصابة بالأورام السرطانية في الشرقية. ورجح أطباء ان تكون عائدة إلى «تداعيات حرب الخليج الثانية التي وقعت العام 1991، إذ سجلت المنطقة منذ ذلك العام أعلى نسبة إصابة بأمراض السرطان»، مشيرين أيضاً إلى «التلوث الصناعي في الشرقية». وذكروا أن «أكثر الأورام السرطانية انتشاراً هو سرطان الثدي، خصوصاً بين النساء في الفئة العمرية بين 30 إلى 50 عاماً».

وشدد المشاركون في المؤتمر على حاجة السعودية إلى «أحدث وسائل علاج المرض واستئصال الأورام، خصوصاً الخبيثة منها، وأبرزها العلاج بالجهاز الإشعاعي (البوزترو)، الذي يوجد منه جهاز واحد في المنطقة الشرقية في مستشفى الملك فهد التخصصي، فيما أوضح أطباء ان «آخر سيتم توفيره قريباً في مستشفى الدمام المركزي».

من جهته، قال المدير العام للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية الدكتور عقيل الغامدي: «إن مكافحة الأمراض بحاجة إلى تضافر الجميع»، مضيفاً أن «الوعي المطلوب تحققه يحمي المجتمع من الأمراض ويحد منها، وتدخل في ذلك مجموعة كبيرة من الأمور المتصلة ببعض، التي تؤدي في النهاية إلى منع انتشار الأمراض والقضاء عليها». وأشار إلى «أننا بحاجة إلى مضاعفة الجهود المبذولة، من اجل الوصول إلى وعي متكامل في المجتمع، يضمن المشاركة الفاعلة للحصول على حياة خالية من الأمراض، وأكد أن السعي حثيث من اجل الوصول إلى هذا الأمر».

إلى ذلك، يناقش «المؤتمر العلمي العالمي الثاني لمرض السرطان» ثلاثة محاور رئيسة، هي «دور الأشعة النووية وجراحة المنظار وزراعة الأعضاء في علاج السرطان، وسرطان الغدد اللمفاوية، وسرطان الثدي»، ويتكون البرنامج العلمي من «تسع جلسات علمية، تنتهي كل جلسة بفترة نقاش وتبادل الآراء والخبرات».

وأوضح رئيس مؤتمر «منتدى السرطان 2007» الدكتور إبراهيم الشنيبر أن «المادة العلمية تشمل 36 ورقة عمل، منها 14 قدمها أطباء في السعودية، و22 ورقة من الخارج، ويشارك 12 طبيباً من دول مختلفة، ومنها الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة وايرلندا والسويد»، مضيفاً «يحضر المؤتمر ممثلون من جمعيات السرطان في المملكة، وهي جمعية الإيمان في جدة، ومن الرياض جمعية سند، والجمعية الخيرية للسرطان، إضافة إلى كل من الاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان، وجمعيات مكافحة السرطان في دول الخليج كالكويت وقطر والبحرين».

واعتبر المؤتمر «احد أنشطة اللجنة الطبية للجمعية، فمن مهام اللجنة التواصل مع الأطباء ووسائل الإعلام، وقامت اللجنة في العامين الماضيين بإقامة مؤتمرين عالميين وعشر ندوات علمية وخمس ورش عمل ودورة واحدة، كلها متخصصة في علوم الأمراض السرطانية، وكان مجموع الساعات التعليمية 89 ساعة تحدث فيها 121 محاضراً واستفاد منها 2617 حاضراً».

وذكر أن «الجمعية قامت في وقت سابق بتنظيم المؤتمر العلمي العالمي الأول عن أورام الجهاز الهضمي»، مشيداً بجهود اللجان المنظمة والمكونة من 11 لجنة، إضافة إلى لجنة المعرض الطبي التي شارك فيها 127 متطوعاً.

المصدر:

  • جريدة الحياة

مجموعات فرعية