اكتشاف أحد العوامل المسببة لسرطان الثدي يحسن من فرص علاجه
اكتشف باحثان شابان من ألمانيا عاملا مهما من العوامل المسببة لسرطان الثدي، حيث أفاد مستشفى هامبورج ابندورف الجامعي أمس الأول الثلاثاء في مدينة هامبورج بأن الاكتشاف العلمي الجديد يقدم أسسا جديدة لتشخيص أحد أنواع سرطان الثدي وعلاجه بشكل أنجح من الطرق المعهودة حتى الآن.
وأضافت الجامعة أن باحثيها اكتشفا التكاثر المرضي في أحد الجينات لدى المصابين بسرطان الثدي. ونشر الباحثان فريدريك هولست و فيليب شتال بحثهما الذي نالا به درجة الدكتوراه تحت إشراف البروفيسور رونالد زيمون في الموقع الإلكتروني لمجلة "نيتشر جينيتكس" الثلاثاء الماضي.
قال الباحثان إنه من الثابت علميا منذ وقت طويل أن التكاثر المرضي للجينات يلعب دورا مهما في الإصابة بسرطان الثدي وأنه تبين من خلال فحص عينات مأخوذة من أكثر من ألفي مريضة وجود الجين "إيه إس أر 1" في أكثر من 20 في المائة من هذه العينات. وقال الباحثان إن الجين "إيه اس أر 1" يتيح الفرصة للتعرف على شفرة الخلية القابلة للاستثارة في بروتين إيستروجين، الذي تتكون منه أهم الهرمونات الأنثوية، وأضافا أن تكون هذه الخلايا الاستشعارية بشكل مبالغ فيه هو أحد أهم الأسباب المعروفة لنشأة سرطان الثدي، ما جعل الباحثين ينصحان بالتركيز على مهاجمة هذا الجزء الاستشعاري بالعقاقير الطبية خلال معالجة مرضى سرطان الثدي.
وقام الباحثان في دراسة ثانية بتقييم النتائج التي أدى إليها تحليل ودراسة 175 عينة أخرى من نساء مصابات بسرطان الثدي تم علاجهن بعقار تاموكسيفين الذي يستهدف الخلية الاستشعارية في هرمون إيستروجين، أهم
الهرمونات الأنثوية، فوجدا أن المصابات اللاتي كان لديهن تجمع مكثف لجين "إيه إس أر 1" في الخلايا الاستشعارية لهرمون إيستروجين يستجبن بشكل أفضل للعلاج.
وأشار البروفيسور زيمون إلى أنه من المتوقع أن تصبح طريقة العلاج بالتركيز على تجمع الخلايا الاستشعارية من هرمون إيستروجين هي الطريقة السائدة للكشف عن الإصابات الجديدة من سرطان الثدي عندما تتأكد بيانات هذه الدراسة لدى مجموعات أخرى من المرضى. وأضاف زيمون أنه ربما كان الكشف عن الوجود المكثف لهذه الخلايا الاستشعارية في بروتين إيستروجين لأنسجة الأورام الحميدة مؤشرا على بداية الإصابة بسرطان الثدي، مما يساعد على التعجيل ببدء العلاج الهادف والفعال.
من جهة أخرى، قد يصيب مرض سرطان الثدي الرجال إلا أن ذلك أمر نادر الحدوث. وأوضحت دراسة جديدة أن معدل الوفاة بالمرض في حالة الإصابة أكبر بين الرجال السود منه بين الرجال البيض بمعدل ثلاثة أمثال.
وأشار الباحثون في مجلة علم الأورام (كلينيكال أونكولوجي) في عددها الصادر بتاريخ 20 آذار (مارس) إلى أن معدل الوفاة بالمرض بين النساء السود أكبر منه بين النساء البيض. وقالت الدكتورة دون هيرشمان لـ "رويترز" "من المثير أن هناك فروقا أيضا في معدلات النجاة بين الرجال الذين يصابون بسرطان الثدي". وأضافت "عبر تفهم أوجه التشابه بين الرجال والنساء فيما يتعلق بالفروق في معدلات النجاة.. ربما نفهم بشكل أفضل أسباب هذه الفروق ونقترب خطوة من حل موضوع عدم التساوي في معدلات النجاة بين البيض والسود."
وفحصت هيرشمان وزملاؤها من جماعة كولومبيا في نيويورك العوامل المؤثرة في النتائج بين 456 رجلا أبيض و34 رجلا أسود مصابين بسرطان الثدي ومعرفين في قاعدة بيانات الرعاية الطبية. وكان متوسط عمر المرضى هو 76 عاما. وأوضحت هيرشمان أن "مرض سرطان الثدي لدى الرجال هو مرض يصيب كبار السن بشكل أساسي وهو نوع من السرطان حساس في الغالب للهرمونات".
وذكر الفريق في تقرير أن احتمالات وصول المرضى من الرجال إلى مراحل متقدمة من المرض زادت بين السود عنها بين البيض وكذلك احتمالات زيادة حجم الأورام واحتمالات انتشار المرض إلى العقد الليمفاوية وتباين الأورام بشكل ضعيف واحتمالات الإصابة بالأمراض الأخرى.
وبعد حساب العوامل الإكلينيكية والسكانية قلت احتمالات تحويل الرجال السود إلى إخصائي أورام بنسبة 48 في المائة واحتمالات تناول العلاج الكيماوي بنسبة 56 في المائة مقارنة بالرجال البيض. وخلال متابعة لمدة خمسة أعوام توفي نحو نصف الرجال وتوصل الباحثون إلى أن احتمالات وفاة الرجال السود بسبب المرض تزيد بمعدل 3.29 أمثال الرجال البيض.
وقالت هيرشمان إنه "يتعين بذل جهود لضمان تلقي المرضى المصابين بسرطان الثدي العلاج وفق المعايير المعروفة وإكمال العلاج". وأضافت "البيانات الحالية تشير إلى أن هذه ليست هي القضية".
المصدر:
-
صحيفة الاقتصادية الالكترونية - الأحد 1428-03-25هـ الموافق 2007-04-12م

















