مضادات الالتهاب تقضي على السرطان
لاحظ الخبراء في السابق أن الأفراد الذين يتناولون أدوية مضادة للالتهاب خالية من الستيرويد لتسكين الآلام يقومون في الوقت ذاته بتقليل خطر إصابتهم بأنواع عديدة من السرطانات، لكن الجديد الذي توصل إليه الخبراء هو كيفية حدوث ذلك.
فقد أظهر بحث جديد نشر في عدد 15 ديسمبر من مجلة "كانسر ريسيرتش" أن هذه الأدوية المضادة للالتهاب - والتي تتضمن "الأسبرين" و"البروفين" و"أليف" و"سليبراكس" - تحفز نشاط جزيء خلوي مسؤول عن القضاء على الخلايا السرطانية.
وقال المشرف على البحث الدكتور "تويا ليبرمان" إن هذا الاكتشاف يزيد من معرفتنا لفعالية مضادات الالتهاب ضد الخلايا السرطانية، كما قد يؤدي إلى تطوير دواء جديد ومعرفة تأثير الأدوية الحالية على الخلايا السرطانية.
فالمرضى الذين يتناولون مضادات الالتهاب هذه بشكل يومي للتخلص من ألم التهاب المفاصل أو غيره من الآلام يضيفون إلى رصيدهم تقليل خطر الإصابة بالسرطان.
فقد أفادت دراسة نشرت في الربيع من هذا العام، مثلا، أن النساء اللواتي يتناولن الأسبرين بشكل يومي كانت لديهن احتمالات ضئيلة للإصابة بنوع من أنواع سرطان الثدي الخطيرة، كما أن هناك مؤشرات تدل على وجود علاقة بين الالتهابات المزمنة والسرطان.
وأوضح ليبرمان أن الأشخاص المصابين بالتهاب الأمعاء لديهم احتمال أكبر للإصابة بسرطان القولون، مقارنة بغيرهم من العامة، كما أن هناك ورما معروفا بسرطان الثدي الالتهابي يستدل على وجوده بالتهاب الأنسجة في الثدي.
قام ليبرمان وفريقه باستخدام تشخيص جيني دقيق ذي تقنية عالية لفحص أكثر من 20.000 نوع من الجينات التي تنشط باستخدام مضادات الالتهاب المذكورة. وجد الباحثون أن أحد الجينات زاد نشاطه حتى تمكن من إنتاج جزيء "إم دي أي-7/آي إل-24" والذي تكمن وظيفته في الدلالة على وجود بروتين، وكلما ارتفع هذا الجزيء انخفضت قدرة الخلايا السرطانية على البقاء وتلاشى موت الخلايا المنظم. وقال ليبرمان إنه استفاد من هذا الجين في هذه الدراسة، حيث استخدمه وجربه على أنواع مختلفة من الخلايا السرطانية والأدوية المضادة للالتهاب.
وتبين لليبرمان وزملائه أن الأدوية التي لم تكن فعالة في القضاء على الخلايا السرطانية لم تتمكن من تحفيز هذا الجزيء، بينما كان العكس صحيحا مع الأدوية التي تمكنت من القضاء على الخلايا السرطانية. وأضاف ليبرمان أن هذا الاكتشاف يفسر كيفية قضاء الأدوية المضادة للالتهاب على السرطان.
ويعتقد ليبرمان أن الباحثين سيبدأون بتحسين وتطوير الأدوية المضادة للالتهاب، لتؤمن أكبر فائدة وقائية من السرطان بأقل المخاطر، وذلك بالتركيز على تخصيص بعض مضادات الالتهاب لتحفيز جزيء "إم دي أي-7/آي إل-24"بشكل فعال وقوي، بدون الآثار الجانبية لمضادات الالتهاب.
المصدر:
-
الوطن - العدد 2275

















